من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
 
عندما تكون الحياة بالأسود والأبيض (ندوة رسوم كتب الأطفال في صفاقس) - سعد حاجو.


صحيفة السفير - 7/4/2003
 

ندوة رسوم كتب الأطفال في صفاقس: حين تكون الحياة بالأسود والأبيض


انقر هنا لتكبير الصورة

بدعوة من وزارة الثقافة والشباب والترفيه، وجمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل، وضمن فعاليات الدورة العاشرة للمعرض المقام ككل عام في مدينة صفاقس والذي يقدر عدد زواره سنوياً بحوالي مائة ألف زائر، جرى تنظيم ندوة حول رسوم كتب الأطفال في 27و28 آذار الماضي. قدم فيها عدد من الضيوف المختصين في رسوم الأطفال وعلم نفس الطفل مداخلات وأفكارا تنوعت بين البحث النظري، والتحليل النفسي، وطرق صناعة كتب رسوم الأطفال، وعرضا للتجارب الشخصية للمشاركين وهمومهم وطرق عملهم والمشاكل التي تعترضهم. أدار الندوة غازي شقرون المختص بعلم نفس الطفل ومحمد بن حموده الناقد الفني الصفاقسي من تونس. قدم المدرس عبد اللطيف الحشيشة مشاكل وهموم تدريس الأطفال ونقص الكوادر التعليمية المختصة في مجال الفنون التشكيلية، وقدمت حسناء الحمزاوي عرضاً مفصلا للمفاهيم الأساسية لطرق تعليم وتدريس الأطفال مقسمة فترة الطفولة إلى العديد من المراحل، وأكدت أن المرحلة الأولى للتعليم والتربية تبدأ من فترة الرضاعة الأولى مع عرض لنماذج كتب (أجنبية) تتوجه إلى هذه المرحلة العمرية ومداخلة محمد بن حموده تعلقت بمفهوم الطفولة والصبا والفروقات الأساسية بينهم، وذكر مراراً دور (الحمق) في الوقوف سداً في وجه التعلم، مشيراً إلى حماقة الأساليب البالية في التعليم، ودور التخلف في تعزيز الحماقة، وتكلمت أسماء خمير، الرسامة التونسية المعروفة، عن تجربتها الشخصية في الرسم ومشاكلها مع النصوص المقدمة إليها، وطلب المؤسسات الملحّ في السرعة في تنفيذ الرسوم والإخراج الفني مما يؤثر سلباً على النتيجة النهائية للكتاب، وهاجمت غزوة زيادة رياحي، التونسية من أصل لبناني، دور النشر التي تقضي على كل طموح فني من أجل السوق، عارضة مشاكل نوعية تبدأ بنوع الورق وتمر على سوء الطباعة وتنتهي بانخفاض قدرة القارئ الشرائية فلا يصل إلى الطفل الكتاب إلا مشوّهاً أو لا يصل أصلاً. ومن ضمن الحديث عن الأطفال وفن رسوم كتب الأطفال، تأكيد الجميع على البديهيات والمفاهيم الأساسية ودور الألوان الزاهية في جذب الطفل.

 

أيا ليت الشباب...

قدم كاتب هذه السطور مداخلة صغيرة من ضمن كراسي الحضور بصفته مستمعاً تلخصت بما يلي: "على الرغم من اتفاقنا على البديهيات والمفاهيم الأساسية، إلا أن هناك في بعض المجتمعات العربية وتحديداً الفلسطينية والعراقية ولدى الأطفال تحديداً، مفاهيم مختلفة وبديهيات معكوسة، فحين نقول عن الصبا مثلاً أيا ليت الشباب يعود يوماً تصبح المقولة عند الطفل الفلسطيني والعراقي أيا ليت الشباب يجيء يوماً فالموت يسبق الشباب بالمجيء، وحين نقول انتبه خطر الموت قد يستغرب الطفل متسائلاً وهل الموت خطر؟.. فقد تآلف مع فكرة الموت وأصبحت جزءً من حياته اليومية ودخل الأسود والأبيض إلى المجتمع مما يدعونا أثناء التوجه بالرسم إلى هذه المجتمعات أن نعود إلى أصول الغرافيك الممتدة على الأسود الأبيض، وعلينا أن نؤاخي بين هذا المفهوم ومفهوم التزيين والتلوين. ونبه كاتب الأطفال الليبي يوسف شريف إلى دور القمع في منع وصول المفهوم إلى الطفل، وذلك عبر تجربته الشخصية التي تمنعه من قمع الرسامين الذين يرسمون قصصه، فالحرية الكاملة هي شرط للتعليم والتعلم، وحين طلب منه غازي شقرون الاختصار تداركاً للوقت أشار مجدداً إلى القمع وأخبره أن والده حين كان طفلاً كان يمنعه عن الكلام ثم يقول له:( هيا... أي تابع...) لم يكن يستطيع المتابعة وأوقف كلامه عند هذه النقطة. والقاص الأردني منير حسني الهور الذي يحفظ قصصه عن ظهر قلب والذي عرض لتجربة الأردن المهمة في مجال رسوم كتب الأطفال والعناوين الكثيرة التي نشرت في العام المنصرم والتي ناهزت الألف عنوان لم تكن كافية لا هي ولا مكتبته الضخمة من كتب الأطفال، على جعل أحد أبنائه يقرأ ولو كتاباً واحداً، فهو مهتم بمتابعة التلفزيون، فالرغبة شرط من شروط التعلم، وكانت مداخلة المصمم الفني البلجيكي؟!!

 غي شوكارت متعلقة باختصاصه وعرض عبر السلايدات تجارب عديدة لرسامين من مختلف أنحاء العالم، مبهوراً بدور الفن في رفع النصوص إلى مستوى الأعمال الفنية، واللافت بالنسبة للبلجيكي قيامه بتصوير كل فعاليات الندوة والمشاركين وأخذ الصور الرقمية لهم وطرحه أسئلة كثيرة قرّبته إلى شخصية الصحافي أكثر منها إلى شخصية الضيف المشارك، ولما نقلت له عبر المنظمين عدم رغبتي في أخذ الصور الشخصية وعدم رغبتي في الإجابة عن بعض الأسئلة خارج إطار الندوة وفعاليتها أكد أن هذه المواد هي لأرشيفه الخاص، لولعه باللعب على الصور الرقمية وتعديلها وإجراء عملية المونتاج عليها لأغراض فنية، فذّكره الرسام التونسي المعروف رؤوف كرّاي بحقوق الملكية الفكرية.

أما أحمد عمر مدير تحرير صحيفة ماجد الإماراتية الذائعة الصيت فقدم فلماً قصيراً عن كيفية صنع المجلة والعمليات الفنية والتقنية التي تمر فيها حتى تصل إلى القارئ الطفل، وأعلن عن بدء الحملة لإطلاق مشروع كتاب ماجد بشكل شهري يستطيع أن يبيع حوالي 15 ألف نسخة بينما لا تتجاوز طبعات كتاب الأطفال العادي حوالي الأربعة آلاف نسخة، وأشار إلى دعم المجلة للمواهب الشابة، وأعطى مثالاً الفنانة صفاء نبعه حيث نشرت أول رسومها في مجلة ماجد والآن أصبحت رسامة أطفال معروفة. وتحصد الجوائز أيضاً.
 

15 ألف نسخة...

مؤسسة تامر الفلسطينية انتدبت ماري فاشا للحديث عن تجربتها في مجال كتاب الطفل والمشاكل التي تعانيها المؤسسات في الأراضي المحتلة، وكذلك من الملتقى العربي في عمان فدم منير فاشا تجربة مجلتهم (قلب الأمور) التي تصنًع يدوياً في كل مكان من الوطن العربي والتي يقوم الأطفال بكتابتها وتحريرها ورسمها، مشيرا إلى التعاون مع مركز الجنى في بيروت الذي أصدر مجموعة من الكتب عن المجتمع الفلسطيني مثل (يا بلدنا ليش هجرتينا.. صوت صورنا... الخ

ختمت الندوة كالعادة بتوصيات للعام القادم قرأ وزير الثقافة الملخص بسرعة شديدة جدا كمن يحفظها عن ظهر قلب، فما كان من ممثلة وزارة الثقافة ومديرة قسم الكتاب في الوزارة شريفة سماوي بلطافتها إلا أن أعادت توضيح بعض الأفكار.

 

سعد حاجو - رسام كاريكاتير

 

 
 
   
 
 
     

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved