من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
 
"التفكير بصوت عال" فى الملتقى التربوى العربي - عبد الرزاق كمون.


العرب أونلاين - 2003
 

"التفكير بصوت عال" فى الملتقى التربوى العربى

فى "بيت مري" فى لبنان وفى الفترة ما بين 8 و11 مايو 2003 انعقد اللقاء السنوى الخامس للملتقى التربوى العربى تحت عنوان "مراجعة وتأملات" بمشاركة عدد من أصحاب المبادرات ذات العلاقة بالتعليم والتعلم من مختلف أقطار الوطن العربي. هذه الصياغة المحايدة الباردة لا تعنى شيئا ولا تنقل للقارئ أو السامع روح ما جري.
سيستحضر السامع أو القارئ من الخبر نمطا مكررا من الاجتماعات والمحاضرات الثقيلة الدم التى لا تتعب فى طحن الشيء المعتاد والتى تكتظ دائما بالأسماء وبالنظريات لتوهم بسعة المعارف والتى ينغمس فيها المحاضر فى ورقة أو ينظر فى اللامرئى متجاوزا سامعيه غير منتبه لضيقهم وشدة كربهم ينفسون عنه بتثاءب لا إرادى وتمطّ وتململ لا ينفجر الا بالسلام عليكم وشكرا لحسن استماعكم.
ما جرى فى بيت مرى "لا نمطي" ولكنه صحّى لا "سارس" فيه وهو معد وعدوى الصحة خير.

انطلق الملتقى التربوى العربى قبل أربع سنوات من فكرة مضيئة تقول بان قيمة المرء ما يحسن، وبأن لكل فرد ما يعطيه للآخرين: تجربته، ففتح بذلك امكان أن يكون كل انسان نافعا.
الذين التقوا فى "بيت مري" من بلدان عربية مختلفة ومن فئات عمرية مختلفة ومن مستويات تعليمية مختلفة ومن اهتمامات ثقافية وفكرية مختلفة ورغم ذلك نجح الملتقى فى التأليف بينهم اذ أحسنوا العمل كل فى مجاله وحققوا ذواتهم فى مشاريع ومبادرات باشروها بحب وتحدثوا عنها حديث العشاق عمن يحبون.

زراعة المزابل بالربيع...
ليلى اسكندر من مصر زرعت ربيعا فى المزابل وهيأت للزبالين كيفية أن يهتموا بأنفسهم اذ لا يهتم بهم أحد وصنعت رأيا عاما يحترم الزبالين وترى أن لعملهم قيمة مركزية فى حفظ البيئة وفى تدوير النفايات بتحويلها الى أشياء نافعة وهيأت لهم من المزابل كسبا شريفا وحرضتهم على التعلّم. واكتشفت من خلال ما روت لنا بالكلام والصورة كيف تفتح الثقة بالنفس دروب الفن والجمال استمتاعا وابداعا وكيف تغنم المجموعة مساحات خصيبة من صحراء كانت قاحلة وربما لم تكن لتنتج الا زعافا لو لم تبادر ليلى وصحبها بعلم وبحب الى العمل فى مجتمع القاع بايمان الأنبياء فى امكان انبثاق النور من الحلكة والنجاة من الهلكة.

القراءة والتعبير الحر...
وموزة غباش من الإمارات حيث مجتمع الوفرة والرفاه ولكن بأى معني..انها تؤمن بأن الثقافة هى الحصن وهى واهبة المعنى وبأن النضال الثقافى وحده من يعطى الروح للأشياء ويجعل للحياة قيمة. انها من خلال تأسيسها رواق "عوشة بنت حسين" تنازلت عن ترف الاسم الأكاديمى العتيد، ودعت للتفاعل مع الناس فى ما يشغلهم ويهمهم. انها تقدم من خلال رواقها فرصا للتعلم للكبار والصغار عبر التشجيع على القراءة وعلى التعبير الفنى الحر الذى ييسر للإنسان العربى فهما أفضل لنفسه ولمن حوله فيرمم انكساراته ويستنفر قدرته على امتلاك الغد حلما ممكن التحقيق ان صح العزم وخلصت النية.

رائحة الزيتون والزعتر...
ومعتز الدجانى هذا الفلسطينى الذى لم تغادره فلسطين حتى وهو يؤسس لعمله وحركته فى لبنان..ان لعمله فى مؤسسة "الجني" رائحة الزيتون والبرتقال والزعتر من سهول فلسطين ومن ذرى جبالها الشم. انه يجد فى المخيمات امتدادا لفلسطين واصرارا على دوام حضورها فى مواجهة كل مؤامرات النفى والإبادة وهو يعزز هذا الصمود بخطة ثقافية شاملة فى الزمان وفى المكان وفى وسائل التعبير..
فى ربيع "جنانا" كتب وقراءة وقصص لا تنتهى وأفلام وروايات ومسرح أبطاله من الأطفال ومن كل الناس ورحلات فى الوديان والاحراج وفى الذاكرة الشعبية الخصيبة، وتجسد للحلم الفلسطينى فى العودة التى يرونها فى السراب بعيدة ويراها معتز فى العمل الدؤوب وفى الحركة النشيطة على قاب قوسين أو أدني.


وديمترى الفنان الذى سحرته الصورة فغاص يستخرج لؤلؤها مدججا بالحبّ والجنون قبل المؤهل الأكاديمى البارد والذى يعترف فى بوحه الجميل أيام الملتقى بان الوظيفة فى تلفزيون رسمى جعلته ينخرط فى ورشة لصنع الرداءة صباحا ليكفر عن ذلك بعد الظهر بارتياد دروب الفن الخالص وليصنع حرا طليقا ما يريد وما يأمل فيأتى فيه صدى فعله وانفعاله وليس انضباطا للوائح الآخرين.
ويفتح الملتقى صدره لبوح الشباب والصبايا يوسف وسوسن ولبنى وفرح وتجربة طريفة جعلتا الملتقى التربوى العربى ركنا ركينا وجدولا لا تأسن مياهه أبدا.

قلب الأمور!
انها مجلة "قلب الأمور" وفيها القلب بمعنى الجوهر الثابت وفيها الانقلاب والتغيير وهى مجلة مفتاح تأسيسها لكل الناس الذين يريدون التعبير عن تجربتهم ورواية سيرتهم والتأمل فى حياتهم..انهم يجلون بالكتابة من زوايا حياتهم لحظات الفرح ولحظات الحزن وخيبات وآمالا ويفضفضون فتصفو نفوسهم وتزكو مشاعرهم بحب الآخرين الذين يسمعونهم فيتجاوبون ويتعاطفون وقد يبادلونهم بوحا ببوح وحبا بحب وتنمو "قلب الأمور" مجلة بلا توقف يحررها ناس لا يعرف بعضهم بعضا فيعرف بعضهم بعضا.

وفى الملتقى فيض من التجارب ومن النقاش ومن التفكير بصوت مسموع وفى المادة أسماء بلا ألقاب سالى وحسن وعدنان ونور وسلوى وحنان ومارغو ووحيد وعبد الرزاق ومنى وفاتح...أسماء تجمعها الايجابية فى مواجهة السلبية والرغبة فى النفع وفى البناء فى مواجهة الخراب والاصرار على تجميع الجداول الروافد ليهدر النهر.

والمثير والطريف فى الآخر كله أن الفكرة التى نمت منذ خمس سنوات فى رأس منير فاشه وحشدت عربا من كل الأصقاع فى خمسة لقاءات سنوية على امتداد الجغرافيا العربية هذه الفكرة لا يقوم على ادارتها غير ثلاثة: منير فاشه صانعها، وسيرين حليلة قائمة بأعمال الادارة، ومي جنيدي مسؤولة الموقع الالكتروني و مركز الموارد. وحظهم فى الملتقى بحظ غيرهم من المشاركين تماما الا زيادة فى التعب والسهر وجلسة اضافية ختمت اللقاء وجمعتهم بأعضاء اللجنة التنسيقية الأربعة لتقويم ما أنجز وللإعداد لمنجزات قادمة.
ويتواصل اللقاء بعد ختمه فى "بيت مري" عملا وعلاقات وتضافرا وتساندا من أجل مبادرات خلاقة لا تخنقها اللوائح ويشبكها الملتقى التربوى العربى وذلك قلب كل الأمور.


المشاركون فى الملتقي:
د. منير فاشه - سيرين حليلة - معتز الدجاني - مي جنيدي (فلسطين).
د. سالى التركى - د.خالد التركى (السعودية).
د. حسن الابراهيم (الكويت).
د. عدنان الأمين - نور الدجاني - مرسال أبى نادر - سلوى بعاصيري - حنان منعم - منى كنيعو - ديمترى خضر - لبنى الأمين - فرح شقير (لبنان).
مارغو ملاتلجيان - يوسف عبد النبي - سوسن الديسي (الأردن).
د.موزة غباش (الإمارات).
وحيد الهنتاتى - عبد الرزاق كمون (تونس).
فاتح خالف (الجزائر).
سعد حاجو (سوريا).
د. ليلى اسكندر (مصر).

 

عبد الرزاق كمون  27/5/2003

 
 
   
 
 
     

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved