حرية الفكر والتعبير أم تحرير الفكر والتعبير
عملت في مجال التربية والتعليم ما يقارب من الأربعين سنة. ولعل الاقتناع الذي نمى وتعمّق في داخلي أكثر من غيره خلال تلك الفترة هو أن الهزيمة الحقيقية هي التي تحدث داخل الإنسان، على الصعيد النفسي الإدراكي: عندما يعتقد شخص أن ما لديه ليس له قيمة، وأن جلّ ما يستطيع عمله هو تقليد الآخرين واللهاث وراء رموز تعطيه قيمة مصطنعة ومزيفة وخارجية.
لعل أنجع وسيلة لإلحاق مثل هذه الهزيمة هي سلب الشخص كونه بانيا للمعنى واعتباره مستهلكاً لمعانٍ جاهزة يبنيها آخرون. ويشكّل اتباع جواب أو نموذج جاهز
– خاصة ما يدّعي منها صفة العالمية – أكثر الوسائل فعالية التي اتخذها "حصان طروادة" على مر العصور لهزيمة شخص أو شعب من الداخل، سواء أكان ذلك على شكل "حقيقة" في الرياضيات أو على شكل نظرية في التربية أو على شكل إعلان عالمي لحقوق الإنسان.
منير فاشة
مدير الملتقى التربوي العربي