يوم الإثنين، 19/8/2013، توجه فريق يمثل مبادرات أهالٍ من مختلف مناطق عمان (مبادرة تعليلة؛ مسرح البلد؛ مبادرة بيت جدي؛ أمانة عمان؛ مكتبة بدر الجديدة للأطفال؛ مؤسسة عبدالحميد شومان؛ مبادرة تغميس؛ مركز وادي الحدادة؛ سحاب) لزيارة أهالٍ في منطقة القويسمة وناشطين اجتماعيين في مؤسسات فيها (جمعية نساء شرق عمان؛ مكتبة الحسن؛ مكتبة الأميرة بديعة؛ جمعية صيتة الخيرية؛ حدائق الملكة رانيا العبدالله؛ دائرة حماية الأسرة).
انطلق المشاركون الساعة التاسعة والنصف صباحا من أمام مقر الملتقى التربوي العربي إلى مكتبة الحسن بالقويسمة، حيث كان بانتظارهم فريق "جيرة" في المنطقة (مشرفات مكتبة الحسن، المنظمات للتجوال؛ ومشرفات مكتبة الأميرة بديعة، وممثلات عن جمعية سيدات شرق عمان؛ وناشطون اجتماعيون من سحاب والقويسمة).
بدأت الجولة من أمام جمعية القويسمة الخيرية، حيث قدمت السيدة نوف الحديد شرحاً للمشاركين عن الجمعية. ثم توجهت الحافلة إلى دائرة حماية الأسرة في شرق عمان، حيث قام مدير الدائرة، السيد خالد الغويري، باستقبال الفريق وتعريفه بأقسام الدائرة، وشرح آلية العمل منذ استقبال الحالات، موضحاً أنه تم خلال العام 2013 تحويل 151 حالة إلى القضاء من أصل 1000 حالة. وهو ما يشكل نسبة ضئيلة، إذ يعود الفضل للدائرة بإعادة الوفاق، بمساعدة اختصاصيين نفسيين واجتماعيين. كما أن هنالك متابعة للحالات لمعرفة مدى استقرار الوضع الأسري.
وقد دار نقاش مع المشاركين في الجولة، في حدود المتاح من الوقت، حول أسباب العنف الأسري (اقتصادية؛ اجتماعية؛ نفسية؛ تربوية؛ وتلك الناتجة عن وسائل الإعلام)؛ وأكثر حالاته شيوعا، وطرق معالجته.
بعد ذلك، حطّت الحافلة في حدائق الملكة رانيا العبدالله، حيث رحب مدير الحدائق، السيد خضر السعود، والمشرفين هناك بالمبادرة، مقدماً شرحا عن الحدائق وأهم نشاطاتها، والمشكلات التي تواجه القائمين عليها. كما تعرّف السعود بدوره على المبادرات المشاركة في التجوال، في سبيل الاستفادة من خبرات أعضائها في تنفيذ نشاطات تزيد من حس الانتماء للحدائق والمكان لدى الأطفال والشباب في المنطقة. وقد تجول الفريق في أقسام الحدائق (أسرة؛ طفل؛ روضة؛ ومسرح دمى؛ وغيرها) وتعرّف على أنشطتها.
المحطة التالية كانت مغارة أهل الكهف في أبو علندا، حيث استمع المشاركون، من الشيخ هناك، للقصة الشهيرة عن الشباب الذين اختبأوا في الكهف في غابر الزمان.
أما مسك الختام للتجوال، فكان زيارة جمعية صيتة الخيرية، والتي بدأت بالاطلاع على أقسام الجمعية؛ من روضة، ومطبخ إنتاجي، وقاعة تدريب على الحاسوب. تلا ذلك جلسة تعارف في ديوان الجمعية، حيث عرّف كل واحد من المشاركين بنفسه، وبالمبادرة والمؤسسة التي يعمل فيها، وأهميتها بالنسبة له. كما تحدث أحد المستضيفين عن جمعية صيتة وأعمالها.
<!--[if !vml]--><!--[endif]-->
ما يميز تجوالنا هذا الشهر هو أن فئة كبيرة من المشاركين من الشباب والشابات المنتمين لمبادرات متنوعة في عمان، ما أعطى روحا ونكهة خاصة للتجوال. وحتى النقاشات بين المشاركين من مختلف الأعمار كانت ملهمة لجلسات كثيرة.
فيما يلي ما كتبته ضحى الخصاونة؛ إحدى المشاركات في التجوال، من مؤسسة عبدالحميد شومان:
في مكان صغير تجمعنا
ركبنا الحافلة وانطلقنا
بسمات منطلقة.. أرواح جميلة
هدف واحد جمعنا
بغية التعرف والنهضة
تعلمنا.. تثقفنا.. ومن خبرات مبادرات استقينا
هي فعلاً جيرة.. فبضيافة أهلنا تضيفنا
وبأجمل التراحيب تهللنا..
غادرنا
ومعنا حقيبة فكرية عن منطقة في عمان (القويسمة)
تجوال "فرخة"
سامر الشريف
يصحو يحيى باكراً، ويحب محمود الوصول قبل الجميع لشرب قهوة الصباح على دوار المنارة. أما حمدان الذي تكون معه قائمة الأسماء في أغلب الأحيان، فيستمتع مع محمود دائما بمشهد الدوار نظيفاً خالياً من الناس.
بعد ذلك يبدأون باستقبال القادمين. الحارث يستيقظ على وجهه "كشرة"، لا تفارقه إلا بعد فنجان القهوة الأول. وأنا أمشي مسرعاً من البلدة القديمة في رام الله إلى دوار المنارة، وما إن أظهر لهم حتى تبدأ نظرة العتب لأني لم آت باكراً. ثم تبدأ المفاجآت عادة منذ تلك اللحظة.
في تجوال فرخة، كانت المفاجأة جميلة. كان عدد الحضور قليلا جداً، وما أن طُلب من الجميع الصعود إلى الباصات، أو بعدها بقليل، حتى وصلت سلوى!
في الطريق، أحمل المايكروفون وأبدأ بالحديث عن أي شيء. في هذا التجوال، كنا نتحدث عن أسباب قلة عدد المتجولين. وكان ثمة توافق على أن جولات رمضان والعيد، وكثرة محاولات الوصول تهريباً للداخل الفلسطيني، استنفدت جيوب الشباب، في الوقت الذي تم فيه زيادة هامش دعم الملتقى لحاجته لذلك في هذه الفترة. كما أننا ركزنا في الإعلان عن هذا التجوال على العمل التطوعي، وأبلغنا بعض الأصدقاء صراحة بأنه لا داعي لمشاركة من ليس لديه الرغبة في بذل جهد. على كل حال، فإن مشاركة ٥٥ شخصا من القدس ورام الله ونابلس كافية لإنجاز العمل التطوعي المطلوب.
اصطففنا في ساحة المدرسة متخذين شكل دائرة، ورددنا صيحات التجوال. بعد ذلك، رحبت بنا صديقتنا المتجولة سلوى حماد في بلدتها، ودعتنا إلى مشاركة بقية المتطوعين الإفطار. لدى دخولنا الساحة الأخرى، كان هناك يافطة فوق الباب كُتب عليها: "مهرجان فرخة الدولي العشرون يرحب بمجموعة تجوال سفر"؛ كلمات منحت طاقة للمتجولين، وتختلط عندها النكات وروح المجموعة بالمكان.
بدأ بكر حماد بمخاطبة المتطوعين متحدثاً عن المهرجان. إلا أن صوته المبحوح والمنخفض لم يشد انتباه المتطوعين. ومن ثم، فقد طلبت إليه التوقف، لأطلق مع مجموعة "تجوال سفر" بعض الصيحات المتعارف عليها بيننا. وإذ طلبت من جميع المتطوعين مشاركتنا، فقد استجابت الأغلبية، فيما أنصت الباقون لصيحاتنا. بعد أن انتهينا، بدا الجميع محدقا بي؛ فأشرت لبكر حماد بأن يستكمل حديثه. وبذلك، تزودت مجموعة تجوال بالطاقة للعمل، وقامت بعد دقائق ببناء جدران استنادية (باطون)، وتوسيع ساحة المدرسة.
عقب تناول طعام الغداء، تناثر المتطوعون والمتجولون في أرجاء المكان. لذلك، قمت مع أربعة منهم بإطلاق صيحات التجوال، فكان أن التف حولنا الجميع.
تالياً، اصطحبنا رجل من القرية في جولة تعريفية. وفي طريق العودة، مررنا ببيت صديقتنا سلوى، التي تستضيفنا في قريتها فرخة. هناك، قمنا بقطف بعض التين من الأشجار في أرض ذويها، وجلسنا نستريح.
عند الخامسة مساء، كان موعد حفل التراث، فعدنا للمدرسة. وقد تضمن المهرجان عدد من فقرات الدبكة والزجل الشعبي.
وفي النهاية، وقف المتجولون كتفاً إلى كتف يشبكون الأيدي ويرقصون الدبكة، ويعلم بعضهم بعضا. كان الحضور ينظرون باتجاه المسرح في وقت الفقرات، فيما تتجه أنظارهم نحو المتجولين بين فقرة وأخرى.
|