من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
شريفة سماوي
شريفة سماوي
منير فاشه
مؤتمر تارا في البحرين, 26-28 شباط2003
معرض صفاقس لكتب الأطفال، 20 – 31 آذار/مارس 2003
 

شريفة سماوي

تجربة البلاد التونسية (وزارة الثقافة)


في مجال الترغيب في المطالعة

انطلقت وزارة الثقافة منذ أوائل الستينات في بعث شبكة من المكتبات العامة بالتنسيق مع البلديات وقد اقتصر دورها آنذاك في تهيئة الفضاءات الآوية للمكتبات وتجهيزها باللازم من الأثاث ومجموعات الكتب والدوريات. ومع بداية السبعينات أصبحت مشاريع بناء المكتبات العامة تندرج ضمن المخططات التنموية للدولة بمعدل يتراوح بين 60 و70 مكتبة خلال كل مخطط ليبلغ عدد المكتبات حالياً 309 مكتبة قارة و29 مكتبة متنقلة وهذا العدد قابل للتطور مع نهاية كل مخطط بحوالي 50 مكتبة عامة و15 مكتبة متنقلة.

كانت أغلب المكتبات العامة خلال السنوات الأولى تؤمن دور المكتبات المدرسية لعدم توفر هذا الصنف من المكتبات بالمعاهد والمدارس، لكن مع توسع الشبكة وتطور الفضاءات المكتبية وخاصة انتداب إطارات مختصة للإشراف على سير هذه الوحدات شهدت بعض المكتبات الكبرى تحسناً في مستوى وحجم خدماتها فتعددت البرامج التنشيطية خاصةً داخل مكتبات الأطفال لترغيب الطفل في المطالعة وتشجيعه على ارتياد المكتبة، ونخص بالذكر من هذه الأنشطة حصة المطالعة الجماعية أو المطالعة الحرة، مسرحة القصة، ورشات للرسم وصيانة الكتاب وتسفيرها، لقاءات بالأدباء والمفكرين، معارض للكتب، دورات ولقاءات تكوينية دورية...

كانت هذه الأنشطة في مجملها نابعة من اجتهادات ومبادرات شخصية للمكتبيين تعكس إيمانهم بضرورة الارتقاء بخدمات المكتبة للأفضل لضمان مزيد إشعاعها، ومن هنا كانت مبادرة المسئولين على قطاع المطالعة بتونس مع موفى سنة 1991 بالتعاون مع الجمعية التونسية للمكتبيين والموثقين والأرشيفين لبعث خطة وطنية للترغيب في المطالعة تسهم في بلورتها مختلف الأطراف المتدخلة في مجال الكتاب والمكتبات والمعلومات وتساعد على تمويلها وتنفيذها وكانت تهدف أساساً إلى :

  • دعم التجارب التنشيطية المعتمدة داخل الفضاءات المكتبية وخارجها.
  • التعريف بالمكتبات العمومية ومراكز المعلومات والتحسيس بأهمية الدور الذي تضطلع به.
  • ترسيخ عادة المطالعة كممارسة ثقافية ودائمة.
  • التنسيق بين مختلف القطاعات المهتمة بالكتاب والمكتبات والمطالعة لتوحيد الجهود وتأسيس علاقات تعاون مجدية فيما بينها.




 خطة الترغيب في المطالعة:
ثلاثة أسباب رئيسية ساعدت على التفكير في إرساء هذه الخطة :

1. السبب الأول : بالرغم من الجهود المبذولة من قبل وزارة الثقافة منذ الستينات والتي تدعمت في السبعينات بإدراج إنشاء المكتبات العامة ضمن المخططات التنموية وما ترتب عنه من توسيع لهذه الشبكة ومحتوياتها فإن النتائج المحققة كمياً ونوعياً لم تكن في مستوى الأهداف المنتظرة والمجهودات المبذولة من ذلك :

§ عدم حدوث تحول في نوعية الشرائح المهنية التي تقبل على المكتبات، إذ بقيت نسبة التلاميذ والطلبة هي النسبة الطاغية أكثر من 90 % من المستفيدين وغياب شبه كلي للشرائح العمرية ما فوق 30 سنة والشرائح المهنية الأخرى.

بالإضافة إلى أن شبكات المكتبات العامة مهما توسعت فإنها غير قادرة بمفردها على استيعاب كل شرائح المجتمع وهناك عديد من المؤسسات والهياكل التي تتدخل لتنمية الميول والمهارات القرائية :
الأسرة، ورياض ومحاضن الأطفال، المدرسة، مختلف أصناف المكتبات الأخرى والمنظمات والجمعيات.

2. السبب الثاني : هناك العديد من الأطراف التي تحاول من موقعها التدخل للنهوض بالمطالعة (وزارة التربية، وزارة الأسرة والطفولة، جمعيات أحباء المكتبة والكتاب، المنظمات المهنية : اتحاد الكتاب، اتحاد الناشرين...).

3. السبب الثالث : وجود خطة إصلاح تربوية ساعدت على ارتفاع نسبة التمدرس التي تجاوزت 90% وخطة وطنية لمحو الأمية سمحت بتحرر شرائح عمريه هامة من الأمية مرشحة للاستفادة من خدمات المكتبة العامة.

إلا أن جهود الأطراف المبادرة لم تثمر رغم الجلسات المتعددة أي برنامج عمل موحد، بل تخلت عن هذا المشروع، في حين سعت وزارة الثقافة بحكم إشرافها على تسيير أهم قطاع مكتبي إلى وضع برنامج قطاعي خاضع لمشمولاتها يتمثل في :

  • التوظيف الأمثل لشبكة المكتبات العامة : توسيع الشبكة الحالية لتغطية كل التجمعات السكانية في المدن والأرياف ودعم مكوناتها.
  • مزيد من دعم الكتاب وتشجيع المتدخلين في إنتاجه : باتخاذ عديد من الإجراءات في هذا الصدد :
  • تخفيض سعر الورق بنسبة 40% والتعويض على القيمة المضافة في مواد صناعة الكتاب بالدعم المباشر.
  • تخفيض بنسبة 60% لدعم الورق.
  • تمكين الناشرين من التخفيض بنسبة 50% عن تكلفة الشحن في التصدير وإعفاء المرتجعات من معارض الكتاب بالخارج من تكلفة النقل وغيرها من التكاليف.

صدور قانون حماية الملكية المدنية والفنية في فيفري 1994 لضمان حقوق المؤلفين، إذ نص على بعث مؤسسة وطنية تسهر على تطبيق أحكامه وقد انطلقت هذه المؤسسة في نشاطها منذ نوفمبر 1997.

تأكيد مجلة الاستثمارات الثقافية في عديد من الفصول التي تستهدف النهوض بالصناعات الثقافية وفي مقدمتها صناعة الكتاب والنشر.

اقتناء وزارة الثقافة مجموعات من العناوين التونسية كتشجيع للناشرين والمؤلفين واستغلالها في دعم أرصدة المكتبات العامة.

تنظيم تظاهرات ثقافية تحسيسية للترغيب في الكتاب والحث على المطالعة على امتداد فصول السنة نذكر من أهمها :



مسافر زاده الكتاب :
تنظم هذه التظاهرة في الغالب خلال العطل المدرسية أو مواكبة لأهم المناسبات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد التونسية على امتداد السنة، وتتمثل في تركيز نوايات مكتبية داخل محطات النقل الكبرى للمطالعة على عين المكان وببعض وسائل النقل كالقطارات والحافلات حيث يمكن استعارة الكتب ومطالعتها خلال الرحلات. وهي تهدف إلى تعويد المسافر على استغلال المطالعة عند أوقات الفراغ وترسيخ هذه العادة ضمن ممارسته اليومية.

مصيف الكتاب :
تنظم هذه التظاهرة خلال فصل الصيف على أهم الشواطئ وداخل المنتزهات والغابات والواحات – إذ غالباً ما يهجر القراء المكتبات خلال هذا الفصل – لذا تحاول هذه التطاهرات احتواء وتأطير المصطافين وترغيبهم في الكتاب من خلال تركيز خيام للمطالعة والتنشيط وملء الأوقات الحرة بالمطالعات والمشاركة في الألعاب الفكرية والورشات المتنوعة التي تتمحور حول الكتاب والمطالعة ومواضيع علمية متنوعة.

الأيام الوطنية للمطالعة والمعلومات :
بالرغم من أن المطالعة تعتبر ممارسة ثقافية دائمة فان المهنيين سعوا إلى تحديد أيام تمتد أحياناً شهراً كاملاً للاحتفال بعيد المكتبات والكتاب، وتنتظم بهذه المناسبة أنشطة متعددة ومتنوعة داخل المكتبات العامة وخارجها، حتى أن هذه التظاهرة بدأت تتحول الى مهرجان سنوي للمطالعة يكرم خلاله أوفى المطالعين من رواد المكتبات من الأطفال والشباب والكهول وتنعقد اللقاءات الفكرية مع الكتاب والناشرين ورجال الفكر.

الملتقى الوطني للمطالعة في الريف :
يدرك هذا الملتقى خلال شهر نوفمبر القادم دورته الخامسة ويهدف إلى النهوض بقطاع المطالعة في الأوساط الريفية من خلال العناية بالعاملين في مجال المطالعة في الريف وتأهيلهم وتدريبهم وتحديث معلوماتهم ومساعدتهم على اكتساب المهارات المبتكرة في مجال اختصاصهم. كما يهدف الملتقى إلى تعميق أواصر التعاون بين مختلف الأطراف المتدخلة في مجال العناية بالمناطق الريفية وتوحيد الجهود المبذولة والتجارب المعتمدة في مجال الترغيب في المطالعة ومكافحة الأمية في تلك الأوساط .

المسابقة الوطنية لإبداعات الطفل :
لئن عرفت المكتبات في شتى أصقاع الدنيا بخدمات المطالعة والإعارة أو في احسن الحالات بمراكز ثقافية للترفيه والتربية والإعلام، فان المكتبات في تونس تجاوزت هذا المفهوم لتتحول إلى مركز يحث على الإنتاج والتأليف لدى شريحة عمريه معينة من الرواد (أطفال ما بين 8و18 سنة). انطلقت هذه المسابقة منذ سنة 1992 وهي لرواد مكتبات الأطفال بكامل ولايات الجمهورية وتتمثل في كتابة قصة في إحدى المحاور المقترحة سنوياً ثم تطورت هذه المسابقة في دوراتها الأخيرة لتشمل شتى مجالات الإبداع الأدبي (قصة، شعر، مقال، نص مسرحي) وهي تهدف إلى حث الطفل على ارتياد المكتبة والاستفادة من مخزونها ثم تشجيعه على الكتابة والتعبير وفي ذلك تأكيد على أهمية العلاقة الجدلية بين المطالعة والإبداع باعتبار أن المطالعة المبكرة تسهم في تنمية الزاد اللغوي لدى الطفل مما يمكنه من حذق اللغة المكتوبة والتعبير بطلاقة عن أفكاره بالإضافة إلى أن المطالعة المبكرة تنمي ذاكرة الطفل وخياله وتطور قدراته الذهنية وملكات الإبداع لديه.

ومن هذا المنطلق حرصت إدارة المطالعة بوزارة الثقافة على ضمان الاستمرارية والتواصل لهذه المسابقة التي أدركت مع السنة الجارية دورتها العاشرة وأفرزت مجموعة طيبة من الأطفال المبدعين الفائزين في كل دورة تسعى إلى جمعهم دوريــاً في إطار ملتقى وطني للكتاب اليافعين يهدف إلى ربط الصلة بينهم وإحاطتهم وصقل مواهبهم وتنميتها من خلال الورشات التكوينية المنتظمة بالمناسبة لتمكينهم من آليات الكتابة ومساعدتهم على النجاح في تبليغ أفكارهم وخواطرهم.




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved