من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
سبك حكاية
سبك حكاية
برنامج عمل الملتقى أيار 1999 – كانون أول 2003
 

سبك حكاية

يعتبر سبك حكاية تظاهرة علمية، ثقافية وفنية رفيعة المستوى، تستهدف الكبار والصغار، المختصين والمهتمين وتدمج في أنشطتها الاهتمامات العلمية والثقافية والفنية. الهدف منه اعطاء التلميذ القدرة على التعبير انطلاقا من الحكاية وذلك من خلال : الاستماع، الابداع، القول، الكتابة والقراءة.

يهدف البرنامج التربوي "سبك حكاية" الى ادخال "الحكاية" للفضاء التربوي المدرسي، ابتداءا بالمستويات الابتدائية فالاعدادية والثانوية، وحتى الجامعية، واستعمالها وتداولها كوسيلة تعليمية واستثمارها بأشكال أدبية وفنية تشمل الرسوم والعروض المسرحية والعروض الحكائية، وذلك باللغتين العربية والفرنسية، باعتبار أن اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية في المغرب.

ان برنامج "سبك حكاية" لم يأت من فراغ، بل يعتمد على خلفية ثقافية وتربوية تراعي الوضع الثقافي للطفل المغربي والعربي عموما، وعلى قناعتنا الراسخة حول ضرورة ادخال "الحكاية الشعبية" للفضاء المدرسي كوسيلة تربوية. ومن جهة أخرى، أعتمد مشروع "سبك حكاية" في بداياته على تراكم تجارب لمدة لا تقل عن سبع سنوات من التلقين النظري والتطبيقي لسبك الحكاية، وذلك استنادا على المناهج البنيوية المتعلقة بالحكاية. ورافقت هذه المنهجية التعليمية أشغال ميدانية وتدريبات تطبيقية للأساتذة العاملين في عدة مؤسسات تربوية بالمغرب.

ان الدور التربوي للحكاية المدرسية لا يقتصر على اكتساب الطفل للمهارات اللغوية والتعبيرية والابداعية وتنميتها، بل يشمل كذلك مواجهة الطفل للمشاكل النفسية والاجتماعية والتربوية والفشل المدرسي، اذ أن "الحكاية" تصبح وسيلة تعبيرية في يد الطفل، وبهذا المعنى تضمن انفتاحه على محيطه الاجتماعي والتربوي، وهكذا تشمل القيمة البيداغوجية للحكاية جوانب أخلاقية وترفيهية وتعليمية في آن واحد.

البرنامج التربوي، والذي أنجزته السيدة نجيمة طايطاي غزالي، يسهل على التلميذ:

- اقتناء ثروة لغوية.
- اسلوب كتابي سليم.
- قدرة على التعبير أمام الجمهور.
- مواجهة الفشل المدرسي.

وبعد انقضاء سنة يكون التلاميذ قد:

- استمعوا الى حكايات تنتمي الى ثقافات مختلفة.
- ابدعوا حكايات خاصة بهم.
- شخصوا الحكاية.


الوسائل والطرق:

يتم تقسيم السنة الى ثلاثة مراحل وهي كالتالي:

- مرحلة الحكي والتوجيه.
- مرحلة الابداع.
- مرحلة التشخيص (الفرجة).

ويتطلب انجاز هذا المشروع سنة كاملة، بمشاركة قسم أو مجموعة من التلاميذ تحت اشراف معلمهم ولا يمكن تحديد عدد الحصص التي تتطلبها عملية الانجاز منذ البداية، وكحد أدنى لابد من ساعتين مرتين كل شهر من أكتوبر الى أواسط يونيو.


طريقة العمل:

1. من الاستماع الى الابداع

يستمع الاطفال والتلاميذ في كل حصة بثلاثين دقيقة من الاستماع الى حكايات ترويها لهم المتدخلة الحاكية وهي فرصة للتعرف على حكايات من ثقافات أخرى، يسافر فيها التلميذ في خياله وفي نفس الوقت يكتشف آليات الحكاية.

هذا الحيز الزمني يخصص كذلك لتعليم التلميذ كيفية التعامل مع الكتاب:

- لمسه
- التمعن فيه (الورق، الحروف، الصور...)
- فهم الصور وادراك رموزها
- التعبير عن انطباعاته
- قراءته للنص واستيعابه
- روايته لمضمون الكتاب بأسلوبه الخاص
- الرجوع الى كتب وتنويعات أخرى.

وللتلميذ كذلك الحق في رواية حكاية سبق له وأن أستمع اليها في بيته أو أقتبسها من كتاب، كما أن المتدخلة الحاكية توجه التلاميذ الى خزانة مدرستهم للبحث عن تنويعات الحكاية التي تزخر بها.

فالجانب السحري للحكاية يعطي للتلميذ الرغبة في البحث وفي أخذ الكلمة وذلك ليقتسم خياله مع الآخرين، وهذا يستدعي بالطبع أن يكون التلميذ متمكنا من نصه ومن مفرداته.

ان التعبير الشفوي عند التلميذ هو أول خطوة نحو الكتابة، اذ أن وجود الرغبة في القول لديه تؤدي الى وجود الرغبه في الكتابة.

وقد لاحظنا من خلال تجاربنا أن أغلب الاطفال الذين يعانون من الخجل والانطواء هم في الواقع أطفال ذوو خيال واسع وثري فالاحباط الحقيقي ناتج عن كون التلميذ لا يمتلك الرصيد اللغوي الكافي لممارسة الكتابة.

ويحظى التلاميذ في هذه المرحلة بمساعدة المتدخلة في عملية ابداع الحكاية وذلك من خلال مجموعة من الاسئلة يجيبون عنها في الحصة الموالية، وبعدها تتم عملية انتخاب وانتقاء يقوم بها التلاميذ أنفسهم لاختيار الشخصيات ووظائف الحكاية بل وحتى المفردات والجمل التي منها ستسبك الحكاية المبتدعة.

2. من الابداع الى القدرة على التعبير

ان الخلق والابتكار ليس معناه رواية الحكاية فحسب، فالتلميذ الذي يسبك حكاية من خيالة لابد وأن يجتهد في اختيار ألفاظه وحركاته حتى يوصل للمستمع نصه بوضوح، وقد يستعين بمعلمه أو بأستاذه للحصول على مرادف لكلمة ما أو مقابل لها يعرفها بلغته الأم ويجهلها بلغة ثانية وهذا ما يسمح له بتكوين رصيد لغوي مزدوج ومهم جدا.

والتلميذ من خلال كل هذا يتعامل مع التراكيب والنحو والتحويل ولكي ينجح أكثر عليه أن يتعلم كيف يوازي بين الكلمة والحركة والتلفظ للتعبير عن الأحاسيس كالخوف والفرح والغضب والحزن...

والرغبة في التعبير تؤدي الى القدرة على التعبير، خاصة اذا كان المحيط محفزا، وقد لاحظنا تغييرا مهما (كما وكيفا) بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الخجل والانطواء، اذ تمكن هؤلاء من تجاوز هذا المشكل وكانوا يعبرون عن آرائهم مثل باقي زملائهم، وقد رأينا كيف ساهم التلاميذ بنجاح في تشخيص حكاياتهم في المهرجان المدرسي الأول للحكاية.

3. من القدرة على التعبير الى الكتابة

بعد أن يعبر كل تلميذ شفويا عن رغباته ومعاناته والأشياء التي تنقصه، يوجه الى كتابة كل ما عبر عنه لكي يقرأ من طرف الآخرين، وهنا توجه المتدخلة التلاميذ مرة أخرى الى خزانة المدرسة لمعاينة الكتب: طريقة الكتابة، موضع النص في الصفحة، الصورة أو الرسم المرافق، الغلاف وغير ذلك من تقنيات الكتابة.

4. من الكتابة الى القراءة

ان ما كتبة التلميذ قد يكون مهما، كما أن ما كتبه زميله الذي يجلس أمامه أو خلفه قد يكون بنفس الأهمية، ومن ثم تتولد لديه الرغبة في قراءة أو سماع ما كتبه زملاؤه.

في هذه المرحلة تصحح المتدخلة طريقة القراءة وتعلم التلاميذ احترام الفواصل والنقط والجمل الاستفهامية والتعجبية..

5. تشخيص الحكاية

في هذه المرحلة يتم التأكيد على جانب الرواية والالقاء، كيفية استبطان الحكاية المبدعة، كيفية استخدام الجسم والتقاسيم ثم النظرة والصوت، الايقاع البطيء والايقاع السريع.. مع تجنب المفردات التي تتكرر بطريقة آلية فتفقد النص سلاسته، وتفادي النظرات الهائمة والحركات العصبية اللاارادية أثناء الالقاء.

وتنتهي التجربة، حسب امكانيات كل مؤسسة، اما باقامة حفل نهاية السنة واما بالمشاركة في المهرجان المدرسي الذي سيجري في أواخر شهر يونيو من كل سنة.

ان هدفنا من هذا العمل هو اعطاء التلميذ الرغبة في الاستماع "س" ، الابداع "ب" ، الكتابة "ك" ثم الالقاء أو الحكي "ح" ومن هنا تولد الاسم الذي يحمله المشروع: سبك حكاية، وهي وسيلة لتعليم اللغات وتكوين رصيد لغوي متعدد يسمح للتلميذ بالتعرف على ثقافات أخرى.


الامكانيات المادية:

لتحقيق هذا المشروع يجب توفير قاعة يسمح حجمها بتحرك الأطفال.


الامكانيات البشرية:

نضع المدرسة رهن اشارة المتدخلة منشطا قد يتدخل في المسرح، الموسيقى أوالرسم أوالأقنعة.. كما أنه يتعين على المعلم مواكبة المشروع منذ انطلاقته ويسهر على استمراره في غياب المتدخلة كما يمضي عقدا كتابيا أو معنويا يتعهد بموجبه بانهاء المشروع.


التقويم:

في نهاية المشروع السنوي، يتم تقويم مدى استفادة التلميذ من التجربة لتحسين وتنمية معارفه وتطرح مجموعة من الأسئلة كالتالي:

- هل تعلم التلميذ السماع؟ (مدة الاستماع، نوعية الفهم، درجة تسامحه..)

- هل تعلم كيف يوصل ما بداخله؟

- هل أصبح يشارك أكثر من ذي قبل؟

- هل يزور الخزانة بانتظام؟

- هل تحسنت ثروته اللغوية؟

- هل لديه الرغبة في الكتابة والكلام؟

- هل يرغب في قراءة ما كتبه الآخرون؟

- هل يعرف كيف يمارس أنشطته داخل مجموعة من زملائه؟

- هل يتقبل انتقادات الآخرين؟

- هل يعرف كيف يستعمل المعلومات والوثائق في عملية الابداع؟

- هل تعلم كيف يعبر عن وجهة نظره مع احترام الآخرين؟



ان البرنامج:

- يساهم في اغناء الرصيد اللغوي للتلميذ.

- يساعده في الانفتاح على ثقافات أخرى محلية أو أجنبية.

- يساعده على فك الكوابح الجسدية والنفسية والاجتماعية ليعبر بطاقة عن أحاسيسه وميوله ومصادر قلقه.

- يساعد التلميذ على مواجهة الفشل المدرسي ومواجهة العزلة والانطواء على النفس.




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved