يهدف البرنامج التربوي "سبك حكاية" الى ادخال "الحكاية" للفضاء التربوي المدرسي, ابتداءا بالمستويات الابتدائية فالاعدادية والثانوية، وحتى الجامعية، واستعمالها وتداولها كوسيلة تعليمية واستثمارها بأشكال أدبية وفنية تشمل الرسوم والعروض المسرحية والعروض الحكائية، وذلك باللغتين العربية والفرنسية، باعتبار أن اللغة الفرنسية هي اللغة الثانية في المغرب
.
البرنامج التربوي، والذي أنجزته السيدة نجيمة طايطاي غزالي، يسهل على التلميذ:
- اقتناء ثروة لغوية.
- اسلوب كتابي سليم.
- قدرة على التعبير أمام الجمهور.
- مواجهة الفشل المدرسي.
وبعد انقضاء سنة يكون التلاميذ قد:
- استمعوا إلى حكايات تنتمي إلى ثقافات مختلفة.
- أبدعوا حكايات خاصة بهم.
- شخصوا الحكاية.
يعتبر سبك حكاية تظاهرة علمية، ثقافية وفنية رفيعة المستوى، تستهدف الكبار والصغار، المختصين والمهتمين وتدمج في أنشطتها الاهتمامات العلمية والثقافية والفنية. الهدف منه اعطاء التلميذ القدرة على التعبير انطلاقا من الحكاية وذلك من خلال : الاستماع، الابداع، القول، الكتابة والقراءة.
ان برنامج "سبك حكاية" لم يأت من فراغ، بل يعتمد على خلفية ثقافية وتربوية تراعي الوضع الثقافي للطفل المغربي والعربي عموما، وعلى قناعتنا الراسخة حول ضرورة ادخال "الحكاية الشعبية" للفضاء المدرسي كوسيلة تربوية. ومن جهة أخرى، أعتمد مشروع "سبك حكاية" في بداياته على تراكم تجارب لمدة لا تقل عن سبع سنوات من التلقين النظري والتطبيقي لسبك الحكاية، وذلك استنادا على المناهج البنيوية المتعلقة بالحكاية. ورافقت هذه المنهجية التعليمية أشغال ميدانية وتدريبات تطبيقية للأساتذة العاملين في عدة مؤسسات تربوية بالمغرب.
ان الدور التربوي للحكاية المدرسية لا يقتصر على اكتساب الطفل للمهارات اللغوية والتعبيرية والابداعية وتنميتها، بل يشمل كذلك مواجهة الطفل للمشاكل النفسية والاجتماعية والتربوية والفشل المدرسي، اذ أن "الحكاية" تصبح وسيلة تعبيرية في يد الطفل، وبهذا المعنى تضمن انفتاحه على محيطه الاجتماعي والتربوي، وهكذا تشمل القيمة البيداغوجية للحكاية جوانب أخلاقية وترفيهية وتعليمية في آن واحد.
الوسائل والطرق
يتم تقسيم السنة الى ثلاثة مراحل وهي كالتالي:
-
مرحلة الحكي والتوجيه.
-
مرحلة الابداع.
-
مرحلة التشخيص (الفرجة).
ويتطلب انجاز هذا المشروع سنة كاملة، بمشاركة قسم أو مجموعة من التلاميذ تحت اشراف معلمهم ولا يمكن تحديد عدد الحصص التي تتطلبها عملية الانجاز منذ البداية، وكحد أدنى لابد من ساعتين مرتين كل شهر من أكتوبر الى أواسط يونيو.
أما طريقة العمل فهي كالتالي:
1. من الاستماع الى الابداع
يستمع الاطفال والتلاميذ في كل حصة بثلاثين دقيقة من الاستماع الى حكايات ترويها لهم المتدخلة الحاكية وهي فرصة للتعرف على حكايات من ثقافات أخرى، يسافر فيها التلميذ في خياله وفي نفس الوقت يكتشف آليات الحكاية.
هذا الحيز الزمني يخصص كذلك لتعليم التلميذ كيفية التعامل مع الكتاب:
- لمسه
- التمعن فيه (الورق، الحروف، الصور...)
- فهم الصور وادراك رموزها
- التعبير عن انطباعاته
- قراءته للنص واستيعابه
- روايته لمضمون الكتاب بأسلوبه الخاص
- الرجوع الى كتب وتنويعات أخرى.
وللتلميذ كذلك الحق في رواية حكاية سبق له وأن أستمع اليها في بيته أو أقتبسها من كتاب، كما أن المتدخلة الحاكية توجه التلاميذ الى خزانة مدرستهم للبحث عن تنويعات الحكاية التي تزخر بها.
فالجانب السحري للحكاية يعطي للتلميذ الرغبة في البحث وفي أخذ الكلمة وذلك ليقتسم خياله مع الآخرين، وهذا يستدعي بالطبع أن يكون التلميذ متمكنا من نصه ومن مفرداته.
ان التعبير الشفوي عند التلميذ هو أول خطوة نحو الكتابة، اذ أن وجود الرغبة في القول لديه تؤدي الى وجود الرغبه في الكتابة.
وقد لاحظنا من خلال تجاربنا أن أغلب الاطفال الذين يعانون من الخجل والانطواء هم في الواقع أطفال ذوو خيال واسع وثري فالاحباط الحقيقي ناتج عن كون التلميذ لا يمتلك الرصيد اللغوي الكافي لممارسة الكتابة.
ويحظى التلاميذ في هذه المرحلة بمساعدة المتدخلة في عملية ابداع الحكاية وذلك من خلال مجموعة من الاسئلة يجيبون عنها في الحصة الموالية، وبعدها تتم عملية انتخاب وانتقاء يقوم بها التلاميذ أنفسهم لاختيار الشخصيات ووظائف الحكاية بل وحتى المفردات والجمل التي منها ستسبك الحكاية المبتدعة.
2. من الابداع الى القدرة على التعبير
ان الخلق والابتكار ليس معناه رواية الحكاية فحسب، فالتلميذ الذي يسبك حكاية من خيالة لابد وأن يجتهد في اختيار ألفاظه وحركاته حتى يوصل للمستمع نصه بوضوح، وقد يستعين بمعلمه أو بأستاذه للحصول على مرادف لكلمة ما أو مقابل لها يعرفها بلغته الأم ويجهلها بلغة ثانية وهذا ما يسمح له بتكوين رصيد لغوي مزدوج ومهم جدا.
والتلميذ من خلال كل هذا يتعامل مع التراكيب والنحو والتحويل ولكي ينجح أكثر عليه أن يتعلم كيف يوازي بين الكلمة والحركة والتلفظ للتعبير عن الأحاسيس كالخوف والفرح والغضب والحزن...
والرغبة في التعبير تؤدي الى القدرة على التعبير، خاصة اذا كان المحيط محفزا، وقد لاحظنا تغييرا مهما (كما وكيفا) بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الخجل والانطواء، اذ تمكن هؤلاء من تجاوز هذا المشكل وكانوا يعبرون عن آرائهم مثل باقي زملائهم، وقد رأينا كيف ساهم التلاميذ بنجاح في تشخيص حكاياتهم في المهرجان المدرسي الأول للحكاية.
3. من القدرة على التعبير الى الكتابة
بعد أن يعبر كل تلميذ شفويا عن رغباته ومعاناته والأشياء التي تنقصه، يوجه الى كتابة كل ما عبر عنه لكي يقرأ من طرف الآخرين، وهنا توجه المتدخلة التلاميذ مرة أخرى الى خزانة المدرسة لمعاينة الكتب: طريقة الكتابة، موضع النص في الصفحة، الصورة أو الرسم المرافق، الغلاف وغير ذلك من تقنيات الكتابة.
4. من الكتابة الى القراءة
ان ما كتبة التلميذ قد يكون مهما، كما أن ما كتبه زميله الذي يجلس أمامه أو خلفه قد يكون بنفس الأهمية، ومن ثم تتولد لديه الرغبة في قراءة أو سماع ما كتبه زملاؤه.
في هذه المرحلة تصحح المتدخلة طريقة القراءة وتعلم التلاميذ احترام الفواصل والنقط والجمل الاستفهامية والتعجبية..
5. تشخيص الحكاية
في هذه المرحلة يتم التأكيد على جانب الرواية والالقاء، كيفية استبطان الحكاية المبدعة، كيفية استخدام الجسم والتقاسيم ثم النظرة والصوت، الايقاع البطيء والايقاع السريع.. مع تجنب المفردات التي تتكرر بطريقة آلية فتفقد النص سلاسته، وتفادي النظرات الهائمة والحركات العصبية اللاارادية أثناء الالقاء.
وتنتهي التجربة، حسب امكانيات كل مؤسسة، اما باقامة حفل نهاية السنة واما بالمشاركة في المهرجان المدرسي الذي سيجري في أواخر شهر يونيو من كل سنة.
ان هدفنا من هذا العمل هو اعطاء التلميذ الرغبة في الاستماع "س" ، الابداع "ب" ، الكتابة "ك" ثم الالقاء أو الحكي "ح" ومن هنا تولد الاسم الذي يحمله المشروع: سبك حكاية، وهي وسيلة لتعليم اللغات وتكوين رصيد لغوي متعدد يسمح للتلميذ بالتعرف على ثقافات أخرى.
الامكانيات المادية
لتحقيق هذا المشروع يجب توفير قاعة يسمح حجمها بتحرك الأطفال.
الامكانيات البشرية
نضع المدرسة رهن اشارة المتدخلة منشطا قد يتدخل في المسرح، الموسيقى أوالرسم أوالأقنعة.. كما أنه يتعين على المعلم مواكبة المشروع منذ انطلاقته ويسهر على استمراره في غياب المتدخلة كما يمضي عقدا كتابيا أو معنويا يتعهد بموجبه بانهاء المشروع.
التقويم
في نهاية المشروع السنوي، يتم تقويم مدى استفادة التلميذ من التجربة لتحسين وتنمية معارفه وتطرح مجموعة من الأسئلة كالتالي:
- هل تعلم التلميذ السماع؟ (مدة الاستماع، نوعية الفهم، درجة تسامحه..)
- هل تعلم كيف يوصل ما بداخله؟
- هل أصبح يشارك أكثر من ذي قبل؟
- هل يزور الخزانة بانتظام؟
- هل تحسنت ثروته اللغوية؟
- هل لديه الرغبة في الكتابة والكلام؟
- هل يرغب في قراءة ما كتبه الآخرون؟
- هل يعرف كيف يمارس أنشطته داخل مجموعة من زملائه؟
- هل يتقبل انتقادات الآخرين؟
- هل يعرف كيف يستعمل المعلومات والوثائق في عملية الابداع؟
- هل تعلم كيف يعبر عن وجهة نظره مع احترام الآخرين؟
حكاية "نصف فريّخ":
تبدأ الحصة الأولى من الورشة بسرد حكاية "نصف فريّخ" (أو حكاية أخرى) للتلاميذ والمعلمين الحاضرين في الورشة.
كانت هناك دجاجة تعيش في قرية نائية فوضعت يوما 7 بيضات ملونة – احداها خضراء والثانية حمراء والثالثة ذهبية اللون والرابعة فضية والخامسة بنية والسادسة متعددة الألوان والسابعة رمادية…وكان لون الدجاجة أبيض مثل النهار وسواد عيونها يشبه سواد الليل. وبعد مدة خرج ستة فراخ من ست بيضات، أما البيضة السابعة فخرج منها فرخ ( ) الفراخ الآخرين، اذ كان له جناح واحد، وعين واحدة، ونصف منقار كما لو أنه نصف فريّخ.
وكان نصف فريّخ مسكينا يحس بالكآبة نظر الاحساس بالاختلاف كلما نظر الى اخوته والى الفراخ الآخرين، وكان واعيا كل الوعي باعاقته الجسدية وباختلافه عن كل الفراخ الآخرين، لكنه كان يحب المغامرات. وصباح ذات يوم وقف نصف فريّخ على حافة النهر فسمع مناد يناديه: " أيها الفرخ الصغير أرجوك ساعدني. أنا النهر الذي تقف على حافته. ان مياه النهر عذبة صافية الا أن الحجارة الصغيرة تزعجني لأنها تعرقل حركة المياه، أرجوك خلصني من هذه الحجارة. وكان حلم النهر أن يحقق رحلته حول العالم، فصار يلح على نصف فريّخ لعله يخلصه من تلك الحجارة واعدا اياه بحمله الى الضفة الأخرى وايصاله الى الغابة. وعوض أن يبادر نصف فريّخ الى مساعدة النهر بادر بالقول ( هنا مرحلة الاختبار): " انك أيها النهر طالما كنت عدوا للانسان، فكم من فيضانات ضيعت المحاصيل الزراعية وتسببت في قتل الناس. اني مستعد
آراء الطالبات والمعلمين :
لارا أبو حمور:
عجبتني الفكرة كثير واستفدت في التعبير، ومعلمة العربي لاحظت ذلك. علمتنا القصة أن نستخدم الخيال وننسج منه قصة. وتعلمنا أنه مهما كانت القصة يائسة يجب علينا أن لا نفقد الأمل. حب الانسان للخير يدفعه لمساعدة الناس. أنا أحب القصص وتعلمت الكثير عن كتابة القصة.
سارة فالح:
عرفت كيف أكتب قصة من البداية الى النهاية.
فاطمة الملائكة:
أشعر بأن هنالك تنمية للمهارات الكتابية. تعلمنا عن وقع تأثير الأحداث على نفسية الأشخاص.
ديانا جرار:
توسع خيالنا وأصبح التعبير لدينا أفضل وأصبح لدينا أفكار أفضل. أصبحت أعلم كيف أكتب القصة وعرفت مراحلها ومكوناتها. وتعلمت أن من أساسات القصة السحر والخيال.
زهراء العسكري:
استفدت من القصة العديد من الأمور من ناحية الألفاظ والمعاني والأفكار.
عروبة العلوين (العبادي):
التعبير اللغوي تحسن. تعلمنا الدمج بين الخيال والواقع وأن لا نفقد الأمل اذا كان الانسان غير قادر.
سهى جرار:
تعلمت مراحل القصة وأجزائها. (تعرفت على أجزاء القصة).
عرين العلوين (العبادي):
كانت تعطينا معاني جديدة وأصبحنا نكتب قصص ومعاني.
يارا أمين:
تعلمنا تحديد عناصر القصة وتنظيم الأفكار والشخصيات.
لنا عز الدين:
القصة جعلتنا نتعمق في الخيال.
ماسة الذهبي:
استفدنا كثيرا وتوسع خيالنا وأصبحنا نكتب قصص جميلة.
تالا ملحس:
القصة فيها قيم مفيدة وتعلمنا أن رحلة الحياة طويلة أن يبقى أملنا طويلا بالحياة. تعلمنا عناصر القصة كيف تبدأ وكيف تنتهي وأن نوسع خيالنا ونحسن تعبيرنا.
سجى ابراهيم:
تعاونا كثيرا مع بعضنا البعض وانتجنا قصة جميلة جدا.
كنا من أعمار مختلفة وقمنا بتأليف قصة تستطيع جميع الأعمار قراءتها.
سحر حنون:
نمت مواهبنا وأصبحنا نعبر بحرية عن أفكارنا.
سالي حسن:
تعلمنا كيف نكتب مغامرات القصة ونصف شخصيات الأبطال وتعلمنا كيف أن الأحداث تغير الشخصية.
فرح مسلم:
كانت القصة جميلة وكان هنالك تعاون بيننا وطلعنا بأفكار جديدة.
مينا عمايرة:
مهما كان الانسان ضعيف أو ذو اعاقة يجب أن لا يؤثر شيء على انتاجه.
أنوار مجلي:
تعلمنا أن نربط الماضي والحاضر والخيال مع الواقع ونجمعهم مع بعض، وتعلمنا أيضا أن نرسم رسمات لتوضيح القصة.
غدير الخرباوي:
تعلمنا كيف نتعاون مع بعضنا. وتعلمت كيف أنمي الخيال لدي.
راية ياسين:
تعلمنا كيف نكتب قصة وكيف نصيغها.
أروى وسالي وعرين:
توسع الخيال لدينا، وازدادت قدرتنا على الابداع في القصص وانشاء مغامرات مشوقة لنقراءها دائما.
رزان الشوابكة:
علمتنا القصة كيف نعبر ونربط بين الخيال والواقع.
تالا طنبور:
علمتنا القصة التعاون وحب الخير للناس والمغامرات.
لما غوشة:
دائما كنت أكتب قصص أتشكك في جمالها وبعد أن كتبنا تلك القصة أنا وزميلاتي عرفت قدرتي على الكتابة.
هلا الخطيب وزهراء العسكري:
اعطتنا القصة أفكارا ومعاني جديدة، وأصبحنا نعرف كيف ننظم قصة مفيدة ونتعاون لانجاز قصة جميلة ومفيدة وشيقة.
رهام القاسم:
نمت مواهبنا وجعلتنا نقرأ ونكتب أكثر.
ياسمين جادالله:
زرعت الورشة في حب المطالعة والتعبير وأصبحت معلمتي تحبني كثيرا.
دينة خريشة:
أشكر المنظمين على اختيار مدرستنا. أصبح لي المقدرة أنا وزميلاتي أن نكتب قصة، وبكتابتنا لها لا نستفيد منها وحدنا بل غيرنا سوف يستفيد أيضا.
دعاء عبد الكريم:
نمت التجربة فينا هواية قراءة القصص.
سيرين موفق ورزان شوابكة:
تعلمنا أنه مهما موجهتنا المصاعب يجب أن نحاول تفاديها وعدم فقدان الأمل. وتعلمنا أيضا كيفية التعبير.
رزان جابر وهيا عز الدين:
تعلمنا حب المعرفة وعرفنا مراحل القصة.
ديانا القيصية:
نمت أفكارنا، وفكرة ابتداع القصة فكرة جديدة ولأول مرة نكتب بحرية. وأعطتنا حرية أكبر للتوسع في الخيال.
سؤال: هل السحر جميل في القصة؟
السحر يجمل القصة ويجعلها أكثر اثارة ويعمل على توسيع الخيال ويغرينا أن نقراءها. وتعلمنا أن هنالك استخدامان للسحر، للخير والشر.
*****
السلبيات:
أنوار مجلي:
كنت أفضل لو أنها أتاحت المجال للجميع بأن يكتبوا القصص التي يريدونها وعليه يتم التقييم.
ديانا قيصية:
كنت أفضل لو أنها أخذت أفكارنا التي كتبناها والتي كانت أفضل من التي كتبتها.
فاطمة الملائكة:
لم يكن الوقت كاف في النهاية لكتابة القصة مع بعضنا البعض.
مينا العمايرة:
تدخل المعلمين كان مزعجا بعض الشيء.
زهراء العسكري:
كانت المعلمة تكتب الأفكار الجديدة لوحدها أو كانت تجعل بنتين أو ثلاث لكي يكتبوا ولا تقوم باشراك الجميع في بعض الأوقات.
*****
آراء المعلمين
- الورشة كانت جيدة وبها تطبيق عملي وليس نظري كالورش الأخرى.
- اكتشفت أن العديد من الأطفال لديهم ابداعات كتابة القصص وخيالهم واسع، فهذه الورشه كانت بمثابة ملامسة لهذه الابداعات وفرصة لاطلاقها.
- السلبية كانت بأن الورشة كانت مدتها قصيرة ولم يكن الوقت كافي لتحقيق الفائدة القصوى.
- موضوع سبك حكاية جميل جدا، واتمنى أن يكون هنالك العديد من أمثال هذه البرامج التي تصقل موهبة الطالب وهي نادرة في العالم العربي فهي برامج تنمي الابداع لدى الطالب العربي، فالطالب الموهوب والمبدع مهضوم حقه والمعلمين لا يعطوه حقه ولا يهتمون به.
- في مناهجنا هنالك في العالم الواحد واجب بيتي واحد وهو أكتب قصة بما لا يزيد عن كذا سطر..." فهذا غير كافي اطلاقا. فلو كان هنالك فرصة للطالب لكتابة القصة بشكل أكبر وكان هنالك برامج توفر هذه الفرصة لأصبح لدينا العديد من الكتاب والمبدعين.
- هنالك معلمة اعترضت على اختيار الطالبات الذي كان من مدرسة واحدة. واعترضت على أنهم قد تم تقيدهم بوقت معين ولم يكن لهم أي نوع من المشاركة.
- ما عجبني في هذه الورشة هي فكرة الابداع وكيف يبدع الطالب بنفسه في انتاج قصة وابتكارها. وقد استفدت نقطة وسوف أقوم بتطبيقها حيث سأطلب منهم أن يخرجوا بفكرة للقصة بدل من أن أعطيهم اياها جاهزة.
- المشاركة بين الطالبات والتعاون كان ملفت جدا.
- هنالك ضعف بين الطالبات في كيفية سبك الحكاية، فسنقوم في مدارسنا بتعليمهم كيف يسبكوا الحكاية بأنفسهم.
- كانت الدكتورة تسمع من الطالبات وتأخذ رأيهم أكثر من أن تلقنهم.
- يمكن تطبيق الفكرة ولكنها تحتاج الى وقت طويل، وكذلك تحتاج أن تتفاعل الطالبات معنا. فكيف لنا أن نطبق هذه الفكرة خارج المنهاج ونحن ملتزمين بالمنهاج الوزاري حيث تحتاج الى التفرغ والوقت الكثير.
- بالنسبة لهذه الدورة أرى أن فيها عودة جيدة الى التراث القديم وهو اسلوب انقرض مع التطور الكتابي الحديث ولكن أرى أن أسلوب التطبيق ينقصه الشيء الكثير. نحن المدرسين نجلس قعودا ولا ندري أي دور لنا في هذا المجال الا الاستماع ودكتورتنا تسير مع احدى الطالبات وتترك الآخرين. فلو كان هنالك هدف مخطط ومرسوم لكانت الفائدة أعم وأشمل ولسرنا جميعا ضمن خطى ثابتة ونقاط محددة ولاستطعنا منها الوصول الى هدف مرسوم ولكن نجلس هنا مستمعين وتجلس هي مع غيرنا وهذه الطريقة اذا طبقناها داخل الفصول قد لا نصل الى نتيجة، اننا نربي أطفالا صغارا ذوي ميول مختلفة. فهذه الطريقة يصعب جدا تطبيقها الا اذا اعتنينا بمجموعة من الطلبة قد يكون لهم شأن آخر في حصص مستقلة.
ملاحظات على برنامج "سبك حكاية" الذي قدمته الدكتورة أسماء أجزناي في عمان
مع معلمي وطلاب مدارس حكومية في الفترة ما بين 20 – 27 تشرين ثاني/أكتوبر 2003
بتنظيم من الملتقى التربوي العربي ووزارة التربية الأردنية
مقدمة:
لقد تعرفنا في الملتقى التربوي العربي على تجربة مشروع ومهرجان "سبك حكاية" في اللقاء الثالث للملتقى من خلال د.نجيمة طايطاي غزالي التي قدمت فكرة المشروع وتجلياته خلال اللقاء وذلك في شهر نيسان من عام 2001. وفي العام الذي يليه تم تنظيم اللقاء الرابع للملتقى ليتزامن مع المشروع وذلك للاطلاع عن كثب على هذا المشروع والمهرجان بالإضافة إلى المشاركة الفعلية لبعض المشاركين في اللقاء في المهرجان من خلال رواية القصص والمشاركة في الندوات المختلفة. وقد كانت كلتا التجربتين مثيرتين ومثريتين للطرفين إذ أنهما فتحتا آفاقا للمشروع للوصول إلى أقطار عربية مختلفة لم تكن على علم بوجود مثل هذه المبادرة في المغرب، وكانت فرصة للتعمق في مبادرة تتعامل مع اللغة من منطلق ما هو موجود في الموروث الاجتماعي والثقافي للأطفال كل في بلده.
وقد تم الاتصال فعلا مع د. نجيمة لتنظيم ورشات عمل مختلفة حول المشروع في البحرين، لبنان، وفلسطين. ولكن، وبعد تولي د. نجيمة منصب كاتبة الدولة للتعليم غير النظامي اضطرت للاعتذار عن القيام بهذه الورشات وانتدبت نيابة عنها د. أسماء أجزناي وهي التي عملت معها على هذا المشروع في أكادير – المغرب.
تم الترتيب مع وزارة التربية والتعليم في الأردن لتنظيم ورشتين متتاليتين مع مجموعة من 40 طالبة من مدرسة حكومية في مدينة عمان (مدرسة الزهراء الثانوية)، بحضور40 معلم ومعلمة أيضا من مدارس حكومية. استمرت الورشة لمدة 5 أيام، ساعتين يوميا مع كل مجموعة من الطالبات.
الانطباعات العامة:
لقد كانت الانطباعات العامة من قبل الطالبات والمعلمين ومسؤولي وزارة التربية والتعليم ايجابية حول مضمون الورشة وفكرة استخدام الحكاية الشعبية في تشجيع الطالبات على الإبداع في الكتابة بشكل عام، وفي كتابة الحكايات الشعبية بشكل خاص. وقد تم عقد لقاء مع الطالبات من قبل السيدة ريف هلسة ومقابلات مع المعلمين والمعلمات لتسجيل ملاحظاتهم وتقييمهم للورشة وذلك خلال شهر كانون أول/ديسمبر 2003. (مرفق ملخص انطباعات الطالبات والمعلمين).
ومن ملاحظاتنا الشخصية خلال الورشة، ولحرصنا في الملتقى على مشروع سبك حكاية اذي نشعر بأهميته الكبرى في أهدافه ومضمونه، لدينا الملاحظات التالية:
1. خلال الورشة كان المعلمون مراقبين فقط، ولم يكن هناك أي برنامج موجه لهم. بعض المعلمين أبدوا تعجبهم وإعجابهم في نفس الوقت بفكرة ورشة يكونون فيها مراقبين فقط إذ عادة ما يكونوا مشاركين ولا يكون هناك وجود للطالبات. ومع أن ذلك أعطى شعورا بأهمية الطالبات، إلا أنه من جهة أخرى سبب الملل للمعلمين، وخاصة في اليوم الأخير.
2. من ضمن الأهداف المذكورة لبرنامج سبك حكاية "خلق الظروف المواتية لتمكين التلاميذ من إبداع حكاياتهم..." لم يتم توفير هذه الظروف خلال الورشة لسببين: الأول مشكلة الإدارة الفعالة للوقت المتاح والثاني الانشداد لدى د. أسماء نحو الناتج الذي ستحمله معها من الورشة. فمن الناحية الأولى كان هناك إسراف شديد في الحديث حول قضايا خارجة عن إطار الورشة ( مثل السيرة الذاتية لد. نجيمة طايطاي ولد. أسماء وكيف تم اختيارها لتقوم بهذه الورشة وما تتوقعه منها د. نجيمة الخ...) وتكرار العديد من الأمور، ومن الناحية الثانية تم "مصادرة" حق الطالبات في صياغة الحكاية التي يريدون بسبب أنه "ليس هناك وقت".
3. ارتباطا بقضية الوقت نتجت مشكلة في الجلسة الأخيرة، حيث كان الموعد مع المعلمين لتقييم الورشة في الساعة 11:30 ولمدة ساعة ونصف، ولم تتفرغ لهم د. أسماء إلا في الساعة 12:30 وتم تكريس النصف ساعة المتبقية لإعطائهم محاضرة في أن عليهم أن يتبعوا هذه المنهجية "بحذافيرها"، وأن اي "تغيير" (أي إبداع من طرفهم) سيعني أن "كل شيء بيطلع غلط، " وأنهم إذا رغبوا بالقدوم إلى المهرجان في العام القادم لن يتمكن المهرجان من استقبال أكثر من 15 معلم وطلابهم وعليهم أن يغطوا ثمن التذاكر، مما سبب الدهشة الكبيرة على وجوه المعلمين وعبر بعضهم عن استيائه من هذه الفكرة إذ كيف لهم ان يدبروا ثمن التذاكر؟ وفي النهاية، لم يكن هناك أي فرصة للمعلمين "لتقييم" الورشة أو الحوار مع د. اسماء حول مضمونها.
4. الجانب الآخر كان احترام معرفة الطالبات. ففي عملية صياغة الحكاية، كانت د. اسماء تطلب اقتراحات مختلفة لكل مرحلة من مراحل الحكاية ومن ثم تقرر هي أي اقتراح ستقبل. لا شك أن هذا افضل مما يقدم للطالبات في المدرسة حيث لا يتم استمزاج آرائهم، إلا أننا نطمح إلى ما هو أبعد من ذلك بحيث تكون الحكاية فعلا هي حكاية كل طالبة وليس حكاية "د. أسماء" بوحي من الطالبات. وكلما كان هناك اقتراح من الطالبات لا يعجب د. اسماء كانت تقول "لأ غلط" ومن ثم تعطي هي ما تعتقد بأنه الاقتراح الأفضل وتنصاع الطالبات طبعا لسلطة "المعلمة". وبسبب ضيق الوقت، كانت د. اسماء تقوم بكتابة الاقتراحات المختلفة وتصوغ الحكاية بنفسها بعد الورشة ومن ثم، وفي اليوم الأخير، قامت بإملائها على الطالبات. وفي كل مجموعة كان هناك فقط فتاتين تقومان بكتابة ما تمليه عليهما د. أسماء بينما تقوم الطالبات الأخريات برسومات متنوعة ليست بالضرورة مستوحاة من القصة لكنها سترد داخل الحكاية. وحين طلبنا من د. اسماء في اليوم الأخير أن تترك للطالبات كتابة الحكاية بحيث تتفرغ هي لجلسة التقييم مع المعلمين الذين كانوا ينتظرون منذ أكثر من ساعة أجابت:" إذا تركتهم يكتبون فسوف يكتبوا ما يحلو لهم"...
ولكي يكون هذا الحوار بناء نورد فيما يلي بعض الملاحظات الشخصية التي نرغب بالتحاور حولها فيما يخص فكرة استخدام الحكاية الشعبية في تعلم "الإنصات والفهم والتعبير كتابيا وشفهيا بصفة فردية ثم جماعية وبطريقة ديمقراطية وخلق الظروف المواتية لتمكين التلاميذ من إبداع حكاياتهم" الخ... من أهداف المشروع بحيث تساعدنا في توضيح فكرة المشروع...
1. قد يكون أفضل استغلال وإدارة للوقت هو في إعطاء الفرصة للطالبات ليقوموا بكتابة صيغهم المتنوعة للحكاية بحيث لا نصادر فرصة الطالبات والطلاب على الإبداع. وإذا كان الوقت غير كاف قد يكون من الأفضل إما تغيير آلية عمل الورشة أو زيادة الوقت المتاح، لكن الأساس في هذه العملية هي إعطاء الفرصة للطالبات (والمعلمين أيضا) للحوار والإبداع والفهم وليس الخروج بناتج معين جميل فقط.
2. إذا كان ما يقتل الإبداع هو الإجابات والنماذج الجاهزة مسبقا، فقد يكون ما يساعد على الإبداع أن لا يتم اعتماد نموذج واحد فقط لا يمكن تغييره من الحكاية الشعبية حيث أن الورشة في عمان اعتمدت على نموذج فيه البداية سلبية والنهاية ايجابية وهناك ثلاثة اختبارات أمام البطل الخ.. الاسئلة التي تراودني في هذا السياق هي التالية:
أ. ألا توجد نماذج مختلفة من الحكايات الشعبية؟ لم لا نشجع الطالبات على استنباط هذه النماذج من خلال حكايات يقومون بجمعها من مجتمعهم الصغير أو الكبير؟ ألا يشجعهم ذلك على التفكير والتفكر في هذه الحكايات بدلا من أن تمر عليهم مرور الكرام؟؟
ب. ما الذي سيحدث إذا اختلف النموذج؟ اقترحت الكثير من الطالبات أن تكون البداية ايجابية والنهاية سلبية أو ايجابية إلا أن د. اسماء أصرت على هذا النموذج الواحد، لماذا؟ وما المغزى من ذلك حين نتحدث عن إبداع حكايات جديدة؟؟
جـ. ألا توجد حكايات شعبية معاصرة؟ أليست هذه فرصة لتشجيع الطالبات على إنتاج حكايات شعبية معاصرة تعبر عنهم؟ هل الحكايات الشعبية هي أمر انتهى وما علينا إلا اجترارها ولا يمكن إعادة إنتاجها؟؟
2. يحتاج مثل هذا العمل إلى إعطاء وقت كاف للتحرير والحوار حول مكونات الحكاية ما بين الطالبات دون الحادة إلى تدخل من المعلمة. إذ شعرت من طريقة إدارة الورشة وحتى من التعليمات التي تم إعطاؤها للمعلمين والمعلمات بأن هناك حاجة للتدخل من قبل المعلم/ة بشكل مستمر، بينما في الواقع لا حاجة مطلقا. إذ تستطيع الطالبات/الطلاب أن يقوموا بتحرير كتابتهم بشكل جماعي، وإذا واجهن مشاكل يمكنهن الاستعانة بالمعلم/ة وتكون هذه فرصة لجلسة في القواعد التطبيقية، وال حاجة لتقوم المعلمة بتصحيح الأخطاء إذ تستطيع الطالبات القيام بذلك باستخدام القاموس أو كتاب القواعد او الاستعانة بأشخاص من حولهم، من ضمنهم المعلم/ة. تشمل عملية التحرير أيضا أن تقوم الطالبات بقراءة أو حكاية القصة لطالبات أخريات، لأهلهم في البيت، وجمع الملاحظات من جميع المستمعين ومن ثم إدخال تعديلات وتغييرات على القصة إذا رغبوا بذلك. مثل هذا العمل يفتح حوارا جميلا وغنيا ما بين الطلاب/الطالبات ومن حولهم في المدرسة والبيت والمجتمع.
3. ما المانع من كتابة القصة بالعامية في البداية (بما أنها حكاية والحكاية بطبيعتها محكية بالعامية) ومن ثم يتم "ترجمتها" إلى الفصحى لتصبح مكتوبة ويمكن تناقلها؟؟
سيرين حليلة وريف هلسة
3 كانون ثاني/يناير،2004