يميز الملتقى يشكل واضح بين مفهومي التعلم والتعليم، وينحاز بشكل واضح نحو التعلم بصفة جوهر الموضوع ، بل جوهر الحياة وروحها، ويكاد يكون مرادفا لها. من هذا المنطلق، ينظر الملتقى إلى التعليم، بمظهره المدرسي والجامعي، عى انه أحد الوسائل / الفسح التي تساعد على حدوث تعلم. ينبع من هذا أمران: يجب أن لا يحتكر التعليم عملية التعليم ؛ وإذا لم يجسد التعليم فانه يفقد مبرر وجوده. وهذا يعتمد بالطبع على ما يعنيه الشخص أو المجموعة بالتعلم. لذا، فان أحد الأسئلة الجوهرية في الملتقى، هو سؤال من الضروري إن يطرحه كل شخص على نفسه: ما هو مفهومي للتعلم، وكيف أجسد هذا المفهوم في عملي؟
بالنسبة "للملتقى التربوي العربي"، يشكل تأمل الناس في حياتهم وخبراتهم، والتعبير عنها، مكونان أساسيان في التعلم. وتشمل المكونات الأخرى التحادث والتناقش والقدرة على الوصول إلى المعلومات اللازمة وبلورة رؤيا والعمل ضمن مجموعات صغيرة يتضمن عملها بناء العالم الداخلي للإنسان والنسيج الاجتماعي الفكري والثقافي الاقتصادي في المجتمع.
إن مفهوم التعلم هذا يجسد النظرة إلى الناس كبانين لانفسهم وللمجتمع ولمعاني الكلمات وللمعرفة. كما انه يضمن التنوع والحوار اللذين يشكلان أساساً لنمو الأفراد وازدهار المجتمعات . فبدون التأمل والتعبير ، مثلا، تضيع الأصالة والمشاركة الفعلية للناس. وبدون العمل ضمن مجموعات صغيرة والتناقش فيما بينها ينمو الأفراد دون فكر جماعي. من هذا المنطلق، يحاول الملتقى ان يبرز التنوع والغنى الموجودين في الحياة والناس والمجتمعات البشرية، بالنسبة لعملية التعلم وبناء المعرفة، ويعطيهم جميعاً قيمة وشرعية.
ينظر الملتقى الى المبادرات المختلفة الملهمة في العالم العربي بمثابة ينابيع وجداول، ودور الملتقى يكمن في المساعدة في تجميعها لتسهم "نهر" في التعليم العربي. إذ أنها إذا بقيت منعزلة فإنها سوف تجف مع الوقت، وسينظر أليها في افضل الأحوال على إنها أفكار جميلة. إن لشعب الذي يتجاهل مثل هذه المبادرات التي هي بمثابة كنوز سوف يبقى منعزلا ومهمشا .