من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
"الملتقى التربوي العربي" ومشروع "قلب الأمور"
"الملتقى التربوي العربي" ومشروع "قلب الأمور"
 

"الملتقى التربوي العربي" ومشروع "قلب الأمور"

تكوين معانٍ وفكر من خلال تحويل الخبرات إلى قصص


"من يعرّف الكلمات يكسب الحجج"، هذا ما خلص إليه أهل الصين قبل 3000 سنة!

"الحياة مكوّنة من قصص وليس من ذرات"، هذا ما خلصت إليه طالبة في السادسة عشرة من العمر في بيروت عام 1998.

يعرّف الإنسان الكلمات، أي يكوّن معاني لها، من خلال تحويل حياته وخبراته وأعماله إلى قصص، والتي يمكن أن تأخذ شكل حكاية شفهية أو شكل مقالة أو كتاب أو مسرحية أو أغنية أو رقصة أو شعر أو فلم/فيديو....

القصة عبارة عن "معلّم" متنقل عبر المكان وعبر الزمان وعبر الأعمار؛ القصة معلم من دون منهاج ودون امتحانات ودون علامات؛ القصة معلم يساعد الإنسان على العيش وعلى التعامل وعلى الفهم وعلى تكوين معانٍ وبناء فكر. القصص تغذي العقل والقلب والروح، وتنسج العلاقات بين الأجيال، وتربط الصغار بالجذور. في القصص حفظ للذاكرة، على المستويين الشخصي والجماعي.

تتلخص القناعة الجوهرية في "الملتقى التربوي العربي" و"قلب الأمور" في أن كل إنسان هو مصدر لفهم ومعنى ومعرفة، هو شريك في تكوين معاني الكلمات التي يستعملها أو يسمعها أو يقرأها. إن استعادة حق الشخص في تكوين معان يشكل الحماية الرئيسية له حتى لا يكون مستهلكاً (إذ أن أخطر الأنواع هو استهلاك المعاني). إن استعادة هذا الحق يقع في أساس بناء "العالم الداخلي" للشخص، وفي أساس جدل النسيج الفكري الاجتماعي الروحي بين الناس، كما يشكل أساس التنوع والتعددية في المجتمع، وأساس المشاركة الحقيقية للناس في تسيير أمورهم وإدارة شؤونهم. إن غياب هذا الحق من الخطاب العام، بما في ذلك الإعلانات العالمية لحقوق الإنسان والأطفال، ليس ناتجا في رأيي عن براءة، وإنما يقع في صلب السيطرة الفكرية والاجتماعية التي حكمت المؤسسات خلال ال 300 سنة الماضية على الأقل.

يرتبط تكوين معانٍ وبناء فكر أصيل ارتباطا وثيقا بتأمل الشخص في حياته وخبراته وأفعاله، ومحاولة صياغتها باستمرار بحيث تكون متوافقة مع قناعاته وظروفه.

إن الشراكة في تكوين معنى وفهم ومعرفة تتناقض مع قياس الناس والمجتمعات حسب مسطرة رأسية تدعي الموضوعية والعالمية (كما يفعل التعليم والتنمية بمفهومهما السائدين).
بهذا المعنى، ينطلق "الملتقى التربوي العربي" و"قلب الأمور" من مبادئ وقيم وقناعات وليس من قوانين وأحكام وأهداف.

* * *

ما كتبته بأعلاه هو نفسه يتضمن عدة أمثلة على تكوين معان لكلمات أعيشها وأستعملها (رغم أني لم أسهب فيها هنا) ومن بينها كلمتا حق وفكر. فمثلا مفهوم "حق" (حسب ما جاء بأعلاه) يتضمن حق كل إنسان في أن يكون شريكاً في تكوين المعنى. كذلك، فقد استعملت كلمة "فكر" كخاصية يتحلى بها كل الناس. مثال صارخ آخر على ما جاء بأعلاه، ونعيشه حاليا يتعلق بكلمة "إرهاب". فالشخص الذي يحمل حجرا ويقذفه على دبابة هو في عرف الأيديولوجية السائدة إرهابي، بينما الشخص الذي يحمل أطنانا من المتفجرات ويسقطها على رؤوس الناس في بيوتهم وأحيائهم وملاعبهم وأسواقهم، هو طيار متحضر هدفه التحرير والديمقراطية!

منير فاشه (5/4/2003)




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved