بذات المستوى والدرجة من البساطة والسهل الممتنع التي تم فيها الإتصال معنا نحن المشاركين في هذا اللقاء حول إمكانية ربط الوعي البيئي ببرنامج بيئي متكامل يجمع مبادرات عربية مميزة ومبتكرة للشباب في مجال التوعية البيئية وذلك من خلال مؤسسات أهلية من دول مصر،الأردن ، فلسطين ولبنان.
كان هناك إنسجام تام وتناغم في تنفيذ فعاليات اللقاء ، حيث أكدت الفكرة وابرزت أهميتها منسقة الورشة السيدة سيرين حليلة من خلال اللقاء الأول الذي تمحور حول طبيعة المشاركة من حيث كونها تمثل تجربة فريدة وفكرة إبداعية ومبادرة تضيف للآخرين شيئا لكي يتعلموه أو يمارسوه في نواحي حياتهم المختلفة ، وبالذات في مجال الوعي وحماية البيئة ودور الشباب وانجازاتهم في هذا المجال.
إن الانطباع الأول الذي يتولد لدى المشارك ويرغب في نقله الى جميع زملائه في الدورة هو ما اكتسبه المشارك من المعرفة المفيدة والعملية والتي قد هيأت للعديد منا التربة الخصبة لتطبيق المزيد من الأفكار الخلاقة والمبادرات واستنباط الاساليب الكفيلة بترجمة معظم ما تم تعلمه وشاهده إلى واقع عملي ملموس.
فقد جرت العادة أن يتم تنظيم لقاءات وورش عمل وندوات بطرق روتينية محضة لا تبرز المضمون بقدر ما يكون الهدف الأساسي هو عقد الورشة بحد ذاته لتضاف ألى سجل المنجزات ،ولكن هذا اللقاء مختلف من حيث الفكرة والمضمون الذي اعتبر هو الأساس وكانت الاجراءات الشكلية الأخرى هي الهوامش.
إن تباين التجارب العملية لحماية البيئة وادارة الموارد الطبيعية وتنوع الأساليب من فطرية إلى متقدمة لرفع الوعي والادراك البيئيين وأظهار ما تميزت فيه البلدان المشاركة في هذا المضمار قلبت بعض المفاهيم والممارسات من النقيض إلى النقيض : فمثلا القمامة التي ينظر اليها الجميع على أنها من المكاره الصحية حولتها إرادة وجهود أهالي الصعيد إلى نمط وأسلوب حياة من حيث الإدارة والمعالجة.
فكرة حديقة القيقب في فلسطين الصامدة التي ابتكرت من قبل شيخ طاعن في السن حولها ابناء وبنات فلسطين إلى نموذج حي وخالد يشهد على عراقة وأهمية المعرفة المحلية والتفليدية لدى الشعوب والسكان.
يضاف إلى فكرة الورشة ومضمونها والتجارب والخبرات المتبادلة بعد آخر هو أسلوب وآلية تنفيذ الفعاليات والنشاطات، فرغم افتقار اللقاء إلى الزيارات الميدانية والبرامج الترويحية المرتبطة بالأفكار المطروحة ، إلا أن فعاليات اللقاء المختلفة كانت تسير وفق أريحية من المشاركين والمنظمين وكانت حرية المشاركة واتاحة الفرص (الكاملة) لكل من شارك للتعبيرعن مداخلاتهم والتعبير عن ارآئهم وتجاربهم لهي تجربة وخبرة بحد ذاتها.
من واقع تجربتي مع ورش العمل واللقاءات لم يكن هذا اللقاء مجرد رقم يضاف ، بل تجربة جديدة جديرة بالإهتمام والمتابعة ، والتصميم كنموذج يفضل تكراره لتعم التجربة .
ومن وجهة نظري فإن اركان نجاح هذا اللقاء تتكون من الآتي:
1- التركيز على المضمون والفكرة وليس الاجراءات التي قد تكون شكلية في معظمها.
2- الانتقائية في اختيار المشاركين بناءا على التجارب الممارسة والاسهامات في مجال الوعي والإدارة البيئيين وخصوصا فئة الشباب.
3- تميز التجارب المطروحة وارتباطها الوثيق مع المجتمعات المحلية ذات العلاقة.
4- أسلوب البرنامج والفعاليات المميز من حيث التنوع ومجموعات العمل والموارد والتجارب المعروضة وتبادل الأفكار والآراء.
واود هنا أن أقترح بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة في لقاءات أخرى:
أولا: أن تتضمن اللقاءات المقبلة تجربة مميزة أو مبادرة لفرد قام بها من تلقاء نفسه كفرد وليس من وحي مهنته أو وظيفته أو ارتباطه بمؤسسة أو هيئة معينة.
ثانيا: ابراز عظمة مفهوم التطوع والتركيز عليه بما يتعلق بحماية البيئة والموارد الطبيعية.
ثالثا: تعميم التجارب المتميزة على الدول المشاركة من خلال وضع تصور لمشاريع مشتركة وتبادل زيارات وخبرات بين هذه الدول.
رابعا: إختيار تجربة كنموذج ومنحها وسام تقدير أو جائزة رمزية لتشجيع الجمعيات والهيئات والأفراد على الابداع والابتكار والعمل بجد واجتهاد.
خامسا: عقد لقاء آخر يتم فيه مناقشة حصيلة ما تم تعلمه وتنفيذه في الدول المشاركة ومدى انعكاس هذا اللقاء وتأثيره على الواقع العملي لكل مؤسسة مشاركة بعد فترة محددة من الوقت.
وفي النهاية كل التقدير والشكر للملتقى التربوي العربي والقائمين عليه ومؤسسة هنريش بل على جهودهم ودعمهم لهذه المبادرات.