يشكل الشباب الجسم الأكبر في جسد الأمة ولذلك كما يقولون الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل وأن استثمار الطاقات الشبابية أمر بالغ الأهمية لما تنطوي عليه هذه المشاركة من إيجابيات ومساهمة في البناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أي موقع ومكان.
والشباب وهم يشكلون منظومة العطاء في مجتمعاتهم يحدوهم الأمل بالتصدي لأية قضايا ومشكلات إذا منحوا الفرصة الحقيقية وإشراكهم في التخطيط التنفيذ واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
- إن البيئة التي تشكل محيط الإنسان من (ماء، وهواء، وتربة) يلعب الشباب في صونها وحمايتها دور كبير حيث يبدأ نشاطهم منذ نعومة أظفارهم بدءً من التنشئة الأسرية مروراً بالمدرسة والجامعة والمحيط العام للإنسان ألا وهو المجتمع وان تطور وتنامي المفاهيم البيئية عند الشباب ينطلق من منظور إنساني وسلوكي قوامه التربية والقدوة والإحساس بالمسئولية تجاه البيئة وما يهددها من أخطار للتلوث بأشكاله والذي لا يعرف الحدود.
- إن تجربتي الشخصية في مجال حماية البيئة والطبيعة بدأت منذ الصغر عندما انتسبت لناد لحماية البيئة والطبيعة في مدرستي (10) سنوات مما أهلني بفعل الدور الذي لعبته وأقوم به في مجال التوعية والإذاعة المدرسية والمشاركة في نشاطات ميدانية وورش العمل والمحاضرات للمشاركة في مؤتمر بيئي عام 1994 عقد في لندن للأطفال من هم في سن 12 عاما وقد كانت التجربة والمشاركة غنية بما شاهدته واطلعت عليه من تجارب الآخرين وتطور هذا السلوك الإيجابي باستمراري في العمل مع نيـوز والجمعية الملكية لحماية الطبيعة وجمعية البيئة الأردنية حيث كان لنيوز فضل ودور كبير عليّ في مواكبة فعاليات ونشاطات العمل التطوعي الشبابي باتجاه البيئة ومشاركتي الدائمة وأنا في إطار الجامعة وأعتقد أن هذا التسلسل في العمل البيئي التطوعي من الجوانب المهمة للشباب للمساهمة في الحماية.
إن مشاركة الشباب في العمل التطوعي الذي تتعدد مجالاته يعزز الانتماء للأرض والوطن والأمة من منظور تكاملي وأن الحفاظ على سلامة الإنسان ومحيطه من الاستنزاف والتدهور والإخلال دعت إليه الديانات السماوية بل حثت عليه، إضافة إلى أن المشاركة الشبابية في العمل التطوعي تساهم بصورة لا تقبل الجدل في نمو الشخصية وبنائها والمشاركة المثمرة إضافة للقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسئولية إذا منحوا وأعطوا الفرصة وأنني أرى للشباب دور كبير في مستقبل الأمة بعد أن تنامي عند صانعي القرار الشعور بضرورة التغيير بما يتلاءم واحتياجات ومطالب الشباب في كافة مناحي الحياة.
عبد الله علي القضاة
مؤسسة نور الحسين – الأردن.