من أجل تعزيز مفهوم العمل التطوعي واستثماره لدى الطاقات المتوفرة من الشباب في مجتمعاتنا التي عرفت أشكالا متنوعة ومتعددة من التعاون والتشارك في خدمة المجتمع والبيئة.
جاءت فكرة التطوع والشباب والبيئة وهي فكرة انتشرت منذ عشرات السنين كمفهوم وتطبيق وانتشرت وتوسعت في الوقت الحالي مع تنامي الإدراك العالمي بأهمية البيئة وضرورة المحافظة عليها وتداعي مختلف الشعوب والأمم لتبني جميع الأنشطة والبرامج التي نريد لها أن تؤدي إلى ضمان قدرة مواردنا البيئية على دعم حياتنا في الوقت الحاضر وتأمين حياة كريمة للأجيال القادمة.
وهناك رابط قوي ومتين ما بين حماية البيئة والعمل التطوعي من منطلق أن البيئة وحمايتها شأن يهم الجميع وعلى تماس مباشر مع مختلف فئات المجتمع وحماية البيئة أيضا واجب وطني وضرورة محلية وإقليمية وعالمية خصوصا إذا كان الشباب هم عماد هذا التحرك.
لقد بدأت تجربتي مع حماية البيئة والطبيعة وتوعية فئات الطلاب والأطفال بأهميتها منذ حوالي 14 سنة من خلال تبني فكرة مبتكرة مارسها طلاب المدارس في كينيا في أفريقيا منذ عام 1980 م وطبقت في الأردن من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم منذ عام 1989م وهي الأندية المدرسية لحماية البيئة وتطورت هذه الفكرة وتوسعت لتشمل ضمن نشاطاتها الحملات السنوية التطوعية لصيانة الغابات وخدمتها وشملت أيضا انخراط شباب الجامعات والشباب بمختلف مواقعهم في الأعمال التطوعية وخدمة البيئة من منطلق أن هذا النشاط واجب وطني أولا وانعكاس لانتماء الفرد لأرضه ووطنه وأمته وبيئته وعالمه.
وتتضمن هذه الأعمال الانخراط العفوي الذي تدفعه الرغبة بالعمل وحماية البيئة وصيانة موارد الطبيعة في العمل تطوعيا كمجموعات من الشباب في المناطق الطبيعية والريف الأردني لخدمة بيئة تلك المناطق والمساهمة في رفع مستوى الوعي البيئي لدى مختلف فئات المجتمع في الريف والحضر.
وتساهم أعمال هؤلاء الشباب أيضا في تعزيز مفهوم وتشجيع العمل التطوعي لحماية البيئة وخدمتها ونقل الخبرات والتجارب واكتسابها من الآخرين وخصوصا في المناطق التي تركزت فيها أعمالها حتى الآن وهي القرى والريف الأردني.
ومن منطلق عملي (كمتطوع) كرئيس لأحد جمعيات حماية البيئة في الأردن وعملي كمتطوع في لجان الجمعيات البيئية الأردنية الأخرى وغيرها ، وادارتي حاليا لبرامج التوعية البيئية وتنفيذي لمشاريع التنمية المستدامة من حماية للبيئة وتحسين المستوى المعيشي اجتماعيا واقتصاديا للمجتمعات الريفية في الأردن وإشرافي على العديد من هذه الأعمال التطوعية ، بدءا بتجربتي مع أندية البيئة المدرسية وانتهاء بمجموعات المتطوعين الشباب من أجل البيئة وأندية الشباب في القرى الأردنية .
فإن هذه الأنشطة تشمل بالإضافة إلى الشباب مشاركة الأطفال ، السيدات والمزارعين حيث يقوم الشباب المتطوعون تدفعهم الرغبة الأكيدة للعمل في خدمة بيئتهم وتنمية مجتمعهم بتنفيذ الأعمال التطوعية في الريف الأردني من خلال المخيمات وحملات التوعية والتثقيف البيئي، والمساعدة في أعمال البنية التحتية للمؤسسات والجمعيات الأهلية المحلية العاملة في القرى والمناطق النائية،و تنفيذ أيام العمل والورش التدريبية حول العمل التطوعي وزيادة التفاعل ما بين المتطوعين الشباب ونظرائهم من الشباب في الريف وأفراد المجتمع الريفي كافة.
إن تشكيل أندية شبابية وفرق شبابية تطوعية في كل قرية أردنية لخدمة البيئة المحلية وتعزيز مفهوم العمل التطوعي لهو السبيل :
أولا: لتفعيل مفهوم العمل التطوعي لدى فئات الشباب في المجتمع الحضري وفئات الشباب في المجتمع المحلي في الريف.
ثانيا: بناء أواصر التعاون بين المتطوعين الشباب والجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في مجالات البيئة والعمل التطوعي.
ثالثا: الاستفادة من خبرات ومهارات الشباب لخدمة المجتمعات المحلية في مواقعها .
رابعا: تفعيل المجموعات المحلية من أندية شبابية ومجالس تنمية المجتمع المحلي وأندية الأمهات والمدارس والجمعيات لخدمة المجتمع المحلي.
خامسا: استخدام الطاقات المتوفرة من الشباب لتعزيز العمل التطوعي لديهم والاشتراك في أنشطة تطوعية لخدمة البيئة في الريف وبمشاركة شباب القرى الأردنية في فعاليات الأنشطة المختلفة.
ويعتبر هذا العمل متميزا لتمتعه بالخصائص التالية:
1- النمط السائد أن كل عمل يقابله أجر ، أما هذه الأعمال فهي تطوعية.
2- تعتمد هذه التجربة على تبادل الخبرات والاستفادة من كفاءة الشباب لنقل التجارب وحماية البيئة.
3- هنالك عدة تجارب مشابهة في بعض الدول الإفريقية والأوروبية ، وتتناسب مع ثقافة العونة والمساعدة الشعبية السائدة في الريف الأردني.
4- كل متطوع لديه القدرة على التعبير عن انتمائه لوطنه وترجمة شعوره إلى عمل يخدم بيئته ومجتمعه في الريف والحضر.
5- تنوع الأنشطة ، حرية اختيار ( التطوع)، الإبداع في الأفكار المنفذة ، والتعلم من الآخرين ونقل التجارب.
6- تعتمد في استمراريتها على قدر عال من الالتزام من قبل المتطوعين ومن يشاركونهم التجربة من المجتمع .
7- تعتمد على مدى استيعاب الممارسين للعمل التطوعي لمفهومه وقيمته وأهميته للمجتمع الأردني في حضره وريفه.
نبيل اسماعيل أبو شريحة
مؤسسة نور الحسين – الأردن.