تجربة في بناء "منهج" للتعلُّم مع أطفال خارج المدرسة
في الصعيد المصري: "نحن نتعلم ... إذن نحن نعيش" عماد ثروت
لا أدري من أين أبدأ، فقد عملنا مع جماعات عديدة… نجحنا أحياناً، وأخفقنا أحياناً اخرى.
استطيع القول بأنني لم أدرس طرق التربية والتعلم في جامعة ما... انما من الحارة التي تربيت فيها... اكتشفت مثلاً - بأثر رجعي وبعد سنوات - أن معظم مشاكل الحارة: عراكنا سوياً كصغار، عراك الكبار معاً ومعنا. كان سببه بسيط، وهو ان مجموعة كبيرة من الناس احتياجاتهم مختلفة، يعيشون في حيز مكاني صغير.. كل يحاول تلبية احتياجاته التي يمكن ان تتعارض في ذات الوقت مع احتياجات الآخرين… كنا نلعب الكرة في الوقت الذي يحتاج فيه الموظفون إلى الراحة ساعة القيلولة… توالت اكتشافاتي للحارة فتصالحت مع نفسي ومع أهل الحارة وأحببنا بعض أكثر.
تعلمت من البيئة المحيطة بي… من حكايات الكبار... جدي الذي عمل سنوات بمعسكرات الإنجليز في صحراء سيناء قبل يوليو 52، كان معلماً مهماً بالنسبة لي… بفقده منذ سنوات فقدت أكبر المحللين السياسيين في حياتي... كنت اعتبره إبان هزيمة حزيران واحداً من أعوان الاستعمار… وطابوراً خامساً يهدم روحنا الحماسية التي ستلقى باسرائيل في البحر. واكتشفت أنه وطني من طراز فريد افتقدناه… كان يقول لي يمكنك ان تهزم عدوك وأنت تعيش معه… لا ينتصر الناس بألسنتهم. ترك جدي المدرسة قبل ان يكمل دراسته الابتدائية… خطه الجميل كان سبباً في التحاقه بأكثر من وظيفة مؤقتة… كان ينهرني عندما اخطىء في التشكيل أثناء القراءة… وكنت أتحداه ان يعرف لماذا هذه منصوبة او تلك مرفوعة فكان لا يعرف.. كل ما يعرفه انه تربى على ان أذنه ولسانه صحيحان.
جدتي والأساطير التي كانت تقصها علينا… حكايات زمان التي افتتحت فيها مدرسة في فناء بيت بالإسماعيلية.. مقاعده من الصفائح المملوءة بالرمل… تطبيبها لأطفال الحارة… تحضيرها لبخور دهن الماعز وقت صلاة الجمعة لمعالجة الأطفال المرجوفين… حكاياتها عن الجن والعفاريت في قريتهم بأقاصي الصعيد… تبركها بالقديسين وأولياء الله الصالحين… جعلتني اختزن أشياء كثيرة في الذاكرة وأعيد تأملها… أكتشف منذ وقت قريب فقط أنني كنت أعيش التنوع الذي نضيق به هذه الأيام.
القواعد والأصول التربوية اكتشفناها دون تنظيم او بحث منهجي… فقط بعد الممارسة كنا نكتشف ان بعضها نظريات يعلمونها بالجامعة.
فقد تساءلنا… أحببنا.. بحثنا وحاولنا.. اكتشفنا عجزنا عن عمل الكثير… وقدرتنا أيضاً على عمل الكثير. فتعلمنا ولا زلنا نتعلم.
اكتشفت ان الكارثة التي تحل بالطفل عندما يدخل المدرسة، تكمن في انه يفقد الكثير من مصادر التعلم الطبيعية المتعددة والمتنوعة: الأقران-الكبار- الملاحظة-الجري وراء الجراد والفراشات في الحقل ومحاولة الامساك بها وتفحصها.. الصراع بينه وبين الآخرين في تلبية احتياجاته وفي التعلم، والذي يجعله يدرك حدود حركته في المكان والزمان، ويجد توازنه في كل موقف او مرحلة من مراحل نموّه.
الكارثة الأخرى انه يفقد حريته في التعلم من هذا المصدر أو ذاك… في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يريدها… بالجرعة التي يريدها وفي الاجواء التي يحبها.. بل في أحايين كثيرة يصنع اجواء تعلمه بذاته.
في المدرسة تتلخص مصادر التعلم في المعلم والكتاب… يضيفون عن استحياء بعض الانشطة… اجواء اللاءات تحيط بالطفل طوال يومه الدراسي. وفي أحسن الحالات ربما يتعلم.. لكنه بالتأكيد يفقد كثيراً من المتعة والحرية.
التنوع .. الحرية … اجواء التعلم.. المتعة. مفاهيم بقيت تمثل بالنسبة لي إشكالية كبرى وعلامة فارقة في التعامل مع أي تجربة للتعلّم . وعلى أساسها قامت مؤسسة سلامة موسى لخدمة التعليم والتنمية، حيث وجدنا أن ثمة علاقة عضوية بين المفاهيم السابقة، وبين حياة سلامة موسى أحد أهم رواد التنوير العرب، وعلى اساسها أيضاً قامت مبادرتنا للتعامل مع قضايا التعلم والتنمية.
إحدى تجاربنا
هذه التجربة التي تكمل الان نهاية عامها الثالث، ليست فقط "محاولة بناء منهجية تمثل امكانية اخرى لتأمين حاجات التعلم الاساسية للأطفال الأميين من سن 9 إلى 13 سنة في مصر"… وانما هي محاولة مستمرة منذ بداية المشروع في يناير 97 تمثل:
- دعوة لمشاركة المهتمين والمهمومين بقضايا التربية في مختلف المجالات - وهم كثر - للحوار حول ما يمكن عمله مع هؤلاء الصغار.
- دعوة لمشاركة المنسقات/المنسقين العاملين مع الأطفال، للاكتشاف اليومي المستمر لدورهم لاستعادة حق هؤلاء الاطفال في التعليم، واستعادة حقهم هم ايضاً في تعليم طالما حلموا به ولم يمارسوا معظمه اثناء حياتهم التعليمية في المدارس.
- دعوة لمشاركة الصغار انفسهم - وما اصعبها وامتعها في آن - في كل ما يخص تعلمهم، وتقرير ما يرونه مناسباً لهم: ماذا يتعلمون ؟ متى؟ وبأية كيفية؟
- دعوة للدوائر الثلاثة السابقة للتصالح ... والتقاطع والحوار… البحث في المساحات المشتركة للخروج مما نحن فيه، إلى ما نحلم به.
- ان نمارس اللقاء: اساتذة جامعة - متخصصين - منسقات/ منسقين - أطفالا، في محاولة لمشاركة حقيقية في التساؤل والبحث والتعلم المشترك… شيء رائع حتى لو كان مجرد بداية.
انطلقت اهمية الفكرة تأسيساً على اهمية معايشة المفاهيم السابقة مع الأطفال ووضعها مرة اخرى على المحك العملي، بالاضافة إلى ان اعداد الأطفال الأميين في الفئة العمرية التي ذكرناها… الذين لم يذهبوا إلى المدرسة اصلاً او تركوها لسبب أو لآخر. بلغ في مصر حوالي أربعة ملايين طفلة وطفل.
التجربة تكمل الآن عامها الثالث (بدأت في يناير 1997) بقريتين بصعيد مصر هما أبو غرير، وبني عبيد مركز ابو قرقاص - محافظة المنيا - مرت التجربة بعدة مراحل يمكن ان نلخص مسارها فيما يلي:
- يناير 97: طرح الفكرة على بعض المتخصصين المهمومين والمهتمين بقضايا التربية والحوار حولها ، وتنوعت المجموعة لتشمل مهتمين بـ: التربية – المناهج – التاريخ – الفن الشعبي- الفن التشكيلي – محو الأمية – البيئة – قضايا الادوار والعلاقات الاجتماعية - قضايا الحقوق. وقد تم الحوار حول الفكرة انطلاقاً من اطروحة د. قدري حنفي حول العلاقة ما بين: الضرورة والوعي والامكانية في المشروعات التي تتعامل مع الأميين.
- مارس 97: وتم فيها الحوار حول اطروحات عن: البيئة الفن- قضايا التنوع الاجتماعي، وخرجت المجموعة بطرح تصور لمسار المشروع حتى يناير 98، كما خرجت بورقة تضع تساؤلات محددات الاطار العام للبرنامج على المحك العمل.
- مارس – اغسطس 97: زيارات استكشافية للقرى - الاتفاق مع الجمعيات الشريكة في التجربة - حوار حول الابحاث المزمع تنفيذها - تحليل محتوى وزارة التربية والتعليم وبحث امكانية الاستفادة من بعض موضوعاتها.
- أكتوبر 97: استشارتين حول التاريخ ، الصحة وعلاقتهما ببرنامج تعلم - اختيار المنسقين الذين سيعملون مع الأطفال، وتدريبهم.
- نوفمبر – ديسمبر 97: تدريب المنسقين على اجراء الابحاث - الاختبار القبلي لأدوات البحث - تعديل الادوات - التطبيق الميداني للأبحاث وشمل:
- الاحتياجات التعليمية والبيئية للأسرة في الريف المصري. وتم مع أولياء الامور.
- الاحتياجات التعليمية للأطفال.
- المجال الحيوي للطفل (برنامج الحياة اليومية للطفل).
وأخيراً بدأ انتظام اطفال قرية عبيد في مجموعتين 30 طفلة وطفل بمبنى مدرسة ابتدائية تملكها جمعية الصعيد للتربية والتنمية. 5 مرات اسبوعياً… 3 ساعات في المرة الواحدة.
مثلت نتائج الأبحاث - خصوصاً مع الاطفال - مفاجأة بالنسبة للجميع… فيض من معرفة كنا نجهل الكثير عنه… تعريف الاطفال للأشياء والظواهر. اسئلتهم… ماذا يريدون ان يتعلموا … ولعله من المناسب هنا ان ننقل شيئاً يسيراً من هذا الفيض:
- القمر بيطلع في الليل ويكون ماشي مع الناس وفيه ملايكه (ملائكة)
- الغيوم هي الحاجات اللي بتخلي الشمس تتخبّى (تختبىء)
- ليه الأسد بياكل الناس؟ وليه الحوت بياكل الناس؟
- ليه الناس بتتعارك مع بعض بسبب السقيه (مياه الري)؟
- إزاي بذرة البرسيم السوداء تتحول إلى نبات أخضر؟
- علاقة انقطاع المياه بانقطاع الكهرباء في القرية
- البحر أوله فين وأخره فين؟
- إزاي القطر (القطار) بيمشي على الحديد؟
- إزاي الصورة بتتحرك في التلفزيون؟
- إزاي البلهارسيا بتدخل الجسم من غير ما نحس بها ؟
- العيال وهما صغيرين ما بيتكلموش ليه؟
- الرعد والبرق: بينور في السما ويكركب… ويقولوا حجر وقع من جبريل.
- أشوف النجوم لما تسيح وتقع على الارض… ولمّا تبرد… ويلاقوها العيال تاني يوم في الحارة يلعبوا بيها.
- انا وصاحبتي لما نمشي طول الوقت نتعارك على القمرة: يمشي معايا ولا معاها؟ اذا عايزين تعلموني قولوا لي القمره بتمشي مع مين.
- اكون فرحانه لما اكون وسط أبويا وأمي واخواتي لان أبويا راجل عاجز (ضرير)
- لما الراجل اللي بشتغل معاه يعاملني وحش (بطريق سيئة) أسيب الطوريه (الفاس) وأروح.
- فبراير 98: الورشة الثالثة: واتسمت بدخول المنسقات والمنسقين الملعب الفكري مع المتخصصين والخبراء. وتم عرض: خبرة العمل خلال الشهرين الماضيين مع الأطفال - النتائج الاولية للأبحاث - اشتعال للحوار حول المحاور المطروحة بالورشة السابقة انطلاقاً من التجربة العملية - بدء العمل على خرائط مفاهيمية مقترحة خرجت من نتائج الأبحاث - بداية للتعامل العملي مع الاطار العام للمحتوى.
- مارس 98: بدء العمل مع الاطفال بقرية ابو غرير وانتظامهم في مجموعتين 34 طفلة وطفل بمنزل ريفي بالقرية، 5 مرات اسبوعياً.. 3 ساعات في المرة الواحدة.
- أبريل - ديسمبر 98:
- عديد من ورش العمل لاكساب مهارات متنوعة للمنسقين شملت: مسرح الدمى – النحت وحرق الصلصال – العمل على خرائط المفاهيم - الاستخدام المكثف للغة العربية – اشتراك المنسقين كباحثين في اجراء بحثين حول: البيئة والوضع الاجتماعي والفقر، والمرأة العاملة في القطاع غير الرسمي.
- صدور بحث في كتاب "اللعب عند الاطفال" وعلاقته بتنمية القدرات الابتكارية.
- فبراير 99: الورشة الرابعة: واتسمت بدخول الاطفال الملعب الفكري مع المنسقين والخبراء، كم كان رائعاً وهم يصرون على ان تكون اجاباتهم - عن الاسئلة التي طرحناها معهم بعد عام من انتظامهم في مجموعات للتعلم – بالرسم والغناء. أربع لوحات جماعية ضخمة وعدد من الأغاني الشعبية ترد عن الاسئلة: ايه اللي حصل معانا السنه اللي فاتت؟ ايه عجبنا؟ ايه ما عجبانش؟ ناويين نكمل إزاي؟… اشتباكات البراءة في النقاش التي لا تعرف أطراً او حدوداً للغة متعارف عليها… إعطاء اسماء للأشياء والمفاهيم من واقع خبرات عملية معاشة.. الاندهاش والاجتهاد في محاولة التواصل مع الكبار وعالمهم… اندهاش الكبار والاجتهاد في محاولة التواصل مع الصغار… زخم انساني يشكل خلايا حية تصنع اجواء تشكل وطناً جميلاً آت. جمال التنوع يصارع قبح الأحادية.
- مارس 98: العاملون بالمشروع يعقدون ورشة للتعلم الذاتي تتناول: حصر مشكلات التطبيق والتعامل معها - الانشطة مع الاطفال - التعامل مع بعض انماط شخصيات الاطفال - التدرب على اتقان اكبر للطريقة الصوتية في تعلم القراءة والكتابة - كيفية التعامل مع ابداعات الاطفال - كيف نوثق تجربتنا بشكل يتيح افادة آخرين منها.
- من ابريل 99: يستمر الزخم على كافة الاصعدة:
* الاطفال يتعلمون وتزداد مهاراتهم في اجواء معظمها ممتع، وبعضها مؤلم… نتعلم من مصرع مصطفى تحت عجلات جرار زراعي في المدينة حينما كان يحاول ان يفوز بعود من قصب السكر… يتأمل الأطفال الأخطار اليومية التي تحيط بهم، ويعونها اكثر… تتبلور عناصر لبرنامج الوعي بالحوادث والوقاية منها… نكتشف مسؤوليتنا عن سلامتنا.. نحاول التمييز بين القدر وبين دفع ثمن اخطائنا.
* "بركة" طفلة تسقط من سطح البيت فتتكسر عظام حوضها.. يقول الصغار: لانها سرقت الصلصال، وراحت تشكله فوق السطح لذلك عاقبها الله على السرقة… نكتشف ان الله لا دخل له، وان أخذ الصلصال ليس بخطيئة… وان بركة سقطت لأنها لم تنتبه.. يضعون بركة في الجبس لمدة شهرين… تبكي وتتألم… والدها البسيط يكسر الجبس ظاناً انه سبب ألمها… نتعارك مع الاب… نجبسها مرة اخرى … نتناقش مع الصغار حول كيفية مساعدتها في المنزل، والطريقة التي يمكن ان تأتي بها إلى البيت مع المجموعة لتتعلم… تعود بركة بدروس مستفادة مع عرج بسيط في مشيتها.
* تواصل جماعة الاطفال جمع الاغاني الشعبية (30 اغنية حتى الآن)، ويكونون فريق كورال لاعادة احيائها.. نتجادل حول بعض الالفاظ التي تعتبر عيباً في القاموس السائد… نقرها ويكمل الاطفال فك رموز الحرف والرقم من خلالها.. نسترد نحن لغة اهلنا وتعبيراتهم الشعبية… ونتعلم.
* نكتشف مع الاطفال – في رحلة تعبيرهم عن الحياة بالرسم –المادة التي كان يرسم بها المصريون القدماء معابدهم… يقولون لنا ان صفار البيض مع الخل مع الاكاسيد كون مادة الطلاء والرسم منذ آلاف السنين… نجرب… نتعجب من ثبات الالوان… حيطان البيت مشاع للرسم والتلوين وكتابة الاسماء… بدايات للرسم على بعض حيطان بيوتهم مع حلم بتلوين القرية… الصغار أخوة الاطفال يستأنسون في البيت … الاطفال يفكرون بعمل شيء لأخوتهم: حفلة – لعبة – تعليمهم القراءة والكتابة… بيت التعلم يقترب من ان يكون بيت الجميع… يسميه الاطفال الآن "بيت الناس"
* نخوض تجربة في تطوير التعامل مع الصلصال.. نكتشف جمال الحرف العربي… نشرع في الاتقان عله يتحول إلى عمل نرتزق منه في المستقبل.
* خلية حية أخرى تتكون، شابات وشبان متطوعون لمحاولة التعرف إلى واقع الاطفال وأهاليهم والاشتباك مع هذا الواقع، ربما يظهر مشروع يوظف امكانات الاطفال والأهالي، او يرد على احتياج لديهم.
* ينجز كل العاملين ورشتين للتدرب على مهارات التعبير بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو.
* ينخرط كل العاملين والمتطوعين في لقاء اسبوعي للتثقيف الذاتي في شتى المجالات التي نحتاج فيها إلى اكتساب معارف او مهارات.
* يزيد عدد الفنانين والمفكرين المتضامنين طوعاً مع التجربة… ويجدون مصدراً ومادة لتعلمهم.
- ديسمبر 99: قيد الطباعة:
* "كتابنا إحنا" الطبعة التجريبية… كتاب تعلُّم يصدره الاطفال والمنسقون، ويحوي اغانيهم الشعبية وبعض حكايات جداتهم، وقصص من تأليفهم ورسومهم.
* "سلامي إليكي يا بلدي" بعد عام من العمل… شهادات الأطفال والمنسقين.
ماذا تعلمنا؟
ربما من الأفضل نقل بعض من شهادات الأطفال بنصها، وفي لغتها العامية، كذلك بعض من شهادات المنسقين:
شهادات الاطفال
* منال: في الاول كنت خايفه أجي… لكن لما خدت عليكم بدأ-أدي ويتعلم
* منى: ساعة البحث، الابله سهام سألتنا تحبوا ايه وتكرهوا إيه، وسألتنا إنتو بتطلعوا البهايم إزاي، وبتحشوا (البرسيم) إزاي… وبتسمعوا ايه وانتو رايحين الغيط (الحقل)… واتعلمنا اسمنا.
* شادية: اتعلمنا الحروف ورسمنا ورحنا رحلة الحديقة… وركبنا المرجوحة وطلعنا على البحر اتفسحنا وجينا… لما رحنا الرحلة وركبنا القطر (القطار) كنا خايفين.
* سامية: اول ما جينا كان تاني يوم وثالث يوم عوض وعوض كانوا بيتخانقوا في بعض… لكن دلوقتي اتعلموا يحبوا بعض ويروحوا مع بعض الغيط وهديوا (هدوءا)
* بركة: اول ما عجنّا الصلصال كنا قرفانين منه.. ودلوقتي بأحب اشتغل بالصلصال.
* نوره: في الاول لما كنا بنرسم كنا بنتعقد.. وكنا زعلانين وموش عايزين نرسم، ونقول يعني ايه نشخبط شويه في الورق؟ بس دلوقتي بنحب الرسم.
* شاديه: اتعلمنا القرايه والرسم وخليتونا نطبخ بيض… وكل واحدة عملت البيضة بتاعتها في صحن.
* ماري: لما جبنا البوتاجاز علمتونا نولعه إزاي.
* نورا: كنتم بتغيروا المواعيد حسب ما إحنا عايزين… وحسب ظروف شغلنا في البيت وفي الغيط
* ناديه: كنت مبسوطة لما امي جات الحفلة… وعرضنا التمثيلية وخدنا وادينا مع أمهاتنا حوالين المشاكل اللي بتحصل بينا وبينهم.
* بركة: كنت مبسوطة لما نغني ونسجل مع بعض
* عوض: عايزين نتعلم وندخل مدرسة حكومية.
بعض من شهادات المنسقين
تريزا:
في البداية: لم أتخيل ما الذي يمكن ان يحدث مع الاطفال، خصوصاً في هذه السن وفي هذه البيئة. لانها كانت أول مرة اتعامل معهم.
* من خلال التعامل مع الأطفال ومع الأسر، بدأت أسال:
- لماذا لا توجد مساواة بين الناس؟
- لماذا كل هذا الفقر
- ما الذي يمكن ان نفعله لنلبي احتياجات هؤلاء الاطفال؟
سهام:
عندما بدأت العمل مع مؤسسة سلامة موسى، وعلمت ان العمل مع الاطفال من دون كتاب، كانت المسألة تشغل تفكيري، لانني عملت مع أطفال في هيئة اخرى باستخدام كتاب فكيف سأتعامل اذن من دون كتاب… كانت البداية عمل الابحاث مع الاطفال وأسرهم، وكنت أتساءل: كيف يساعد البحث في عمل برنامج للأطفال؟ .. ولكن في نهاية البحث عرفت ان له فائدة كبرى في استخراج الاحتياجات الفعلية للأطفال.
هند:
بعدما تعاملت اكثر مع تريزا والاطفال… شعرت انهم اجمل شيء في الدنيا ممكن الواحد يتعامل معها … في اول اسبوع لم يكن هناك ارتباط بيني وبين الاطفال… وكنت أقول عن رسوماتهم انها "هبل"، ولم اكن افهم ما يرسمونه.. ومع الوقت بدأت افهم رسوماتهم وأفهمهم وأحس بمشكلاتهم.
هناك أطفال لهم رسومات غريبة فمثلاً شيرين رسمت لوحة عبارة عن جزء ملون اسود وجزء آخر ملون أبيض… وعندما سألتها عما رسمته قالت: ان اللون الاسود يدل على الوساخة (القذارة) واللون الأبيض يدل على النظافة.
منتصر:
اكتشفت ان الاطفال لهم احاسيس ومشاعر قوية يعبرون عنها بقوة … نحن نحاول الاهتمام بتغذية الاطفال بعمل 3 وجبات في الاسبوع… وقد اتفقنا ان الطفل الذي لا يحضر خبزه معه لا يشاركنا الغذاء. وجاء عوض ذات يوم دون ان يحضر الخبز فحرمته من الغذاء… وجمع له زملائه قطع من الخبز ولكنه رفض المشاركة في الغذاء احتجاجاً على معاملتي له… وفي المرة الثانية أحضر معه الخبز ولم يقبل أخذ الغذاء مني حتى بعدما صالحته… وأخذه من يد سهام.
بعد هذه الشهادات لا استطيع سوى ان اقول: نحن نتعلم … اذن نحن نعيش
لإرسال ردود فعل حول هذا العرض:
salama@soficom.com.eg