صور في دفتر سمر

التقطت سمر صوراً لجدها وجدتها، وهما يحملان صوراً لوالدها وأختها الصغيرة اللذين استشهدا في الحرب، وهي صور تسكن غرفة الجلوس. وفي دفترها الذي يحتوي على صور وملاحظات عن عملها كصحفيه صغيرة، وضعت سمر أيضا صورة لطفلة تحمل صورة لفتاة، وكتبت تحتها "سهى الصغيرة تحمل صورة سهى الكبيرة".

والحكاية أن كفاح فتاة فلسطينية مناضلة قضت ست سنوات في معتقل الخيام، الذي تديره إسرائيل في المنطقة المحتلة من جنوب لبنان، مع سهى بشارة المناضلة اللبنانية، وربطت بينهما صداقة حميمة.

وحدث أن خرجت كفاح من المعتقل قبل سهى بشارة، وتزوجت ورزقت بطفلة أسمتها سهى. وتحاول سمر الآن أن تجمع بين سهى الكبيرة، بعد أن تحررت، وسهى الصغيرة.

قصة سيناريو
زينب، وليد، رباب، محمد، ومنى مجموعة من السينمائيين الصغار من فلسطين ولبنان اختارت أن تكتب سيناريو عن أمانيها، وكان أن تغيرت القصة مرات عدة، إلى أن تم تصوير الفيلم في النهاية.

الفكرة الأولى التي عمل الفريق عليها كانت عن خمسة أصدقاء لبنانيين وفلسطينيين يلتقون، بعد سنة من تخرجهم، في كافتيريا الجامعة. اللبنانيان محمد ومنى يعملان كصحفي ودكتورة، بينما زينب ورباب ووليد الفلسطينيون عاطلون عن العمل.

المشكلة التي واجهتنا في البداية كانت في رفض زينب اختيار الأمنية التي من المفترض أن تمثلها. كلنا نعرف أن زينب تريد أن تصبح محامية، وقد مثلت هذه الأمنية عندما بدأنا مشروع "الصحفيون الصغار" في العام 1998، أي قبل سنة، عندما طلبنا من كل المشاركين أن يتقمصوا أمانيهم. ماذا حصل خلال هذه السنة فجعل زينب ترفض حتى فكرة تمثيل طالبة المحاماة؟ هل اكتشفت أنها لا تستطيع مزاولة هذه المهنة كونها فلسطينية؟ بعد إلحاح الفريق تختار زينب أن تكون شاعرة وتدرس الأدب.

رباب تحب السفر فتختار أن تكون مضيفة طيران، ووليد صاحب الصوت الحالم يريد أن يصبح مغنيا. في الكافتيريا يتبادل الأصدقاء تجاربهم منذ تخرجهم، وينتهي اللقاء والقصة بأغنية حزينة يغنيها وليد، بينما يكتب محمد موضوعاً صحفياً لجريدته عن هذا اللقاء ومشاكل أصدقائه وموضوع التمييز.

في اللقاء التالي واجهتنا المشكلة الكبرى، الفريق غير راض عن السيناريو الأول. زينب ورباب ووليد يصرون على أن يحققوا أمانيهم في الفيلم. وبعد شهرين إضافيين من العمل المضني لتركيب أمانيهم في سيناريو متماسك يتحقق الفيلم. يكون محمد فيه الصحفي الذي يغطي معرض الصحفيين الصغار الذي افتتح في المخيم، ومن خلال مقابلاته مع أعضاء الفريق يدخل مع الكاميرا عالم أمانيهم، بينما نرى زينب وهي تخرج الفيلم، وقد اكتشفت خلال عملها أن الإخراج هو عشقها الجديد.


صفحة من دفتر زينب
"أنا فتاة في السادسة عشرة من عمري، وأنا في فريق "الصحفيون الصغار". إنني اعترف بأنني كنت خجولة جدا، وعندما دخلت هذا الفريق عشت تجارب أحسست بعدها أنني أكبر سنا وأنضج تجربة. سنة 1998 كانت سنة الخبرات بالنسبة لي وتعلمت بالتجربة".


الإخوة الثلاثة

كتبت مجموعة أخرى من السينمائيين الصغار سيناريو لفيلم عن طفل وطفلة يبيعون يانصيب في الشوارع، وينتهي الفيلم بالأطفال على شاطئ البحر وهم ينظرون إلى القمر ويتساءلون إن كانت الحياة أجمل هناك.

وبدأ البحث عن شخصيات للفيلم في مخيمات بيروت وغيرها، ولم نوفق في العثور على أطفال يعملون في الشوارع. وكِدنا نفقد الأمل، إلى أن تعرف أحد أفراد فريق العمل مصادفة إلى ثلاثة إخوة يبيعون المرطبات في صيدا، ودخلنا إلى عالمهم الذي بعث الحياة في قصة الفيلم وطورها. الإخوة الثلاثة فريق يعمل خلال إجازة الصيف. تُحضّر المرطبات في البيت، ويبيعها الإخوة، كلّ في قاطعه الخاص، ويجمع المردود في صندوق تعاوني يصرفون منه، وهي مبادرة قاموا بها طوعيا لمساعدة الأهل في تغطية تكاليف تعليمهم، وهم من المتفوقين في المدرسة.


ما هو المشروع؟

في عام 1998. اجتمع 27 طفلاً وطفلة أعمارهم بين 9 سنين و12 سنة من مخيمات بيروت للبدء في مشروع سيستمر سنتين بعنوان "أطفال المخيمات يسجلون حياتهم وأمانيهم" سوف يمكنهم من العمل كصحفيين وسينمائيين، على مواضيع من اختيارهم، وسيناريوهات من تأليفهم.

وفر فريق من المنشطين من مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية – الجنى، الأجواء لاكتساب الأطفال مهارات البحث، التفكير النقدي التحليلي، والتعبير الإبداعي عبر سلسله من الأنشطة تضمنت:

- مذكرات عائلية: حيث أجرى كل طفل مقابلات مع أفراد عائلته.

- الصحفي الصغير: تشكلت مجموعات من الأطفال عملت لمدة خمسة أيام في مخيماتهم على مواضيع من اختيارهم: كحقوق الأطفال وأمانيهم وألعابهم، مشاكل الشباب، عمل المرأة، الفقر، الهجرة، الإعاقة، ومشاكل التعليم، والخدمات الصحية، والوضع البيئي.

- كلمة وصورة: وتضمن احتمالات استخدام وتفسير الصورة والكلمة، والكتابة الإبداعية.

- نشاطات تعبيرية، جسدية ودرامية.

- مشاهدة أفلام وتحليلها.

- فيلم دقيقة: يؤلف الطفل سيناريو فيلم طوله دقيقة، يصوره ويخرجه.

- السينمائيون الصغار: تشكل مجموعات تؤلف سيناريوهات، تمثل وتتعرف إلى مهارات تصوير وإخراج أفلام قصيرة.


من ثمار المشروع

معرض "الصحفيون الصغار": لقد تم عرض صور الصحفيين الصغار في دول عدة، منها فلسطين، اليمن، قبرص، زيمبابوي والولايات المتحدة.

أفلام قصيرة: سوف يصدر عن المشروع ثلاثة أفلام قصيرة من عمل السينمائيين الصغار بإشراف مخرج ومصور محترفين.

كتاب مصّور: تعمل مجموعة من الصحفيين الصغار على إخراج كتاب مصور يتضمن صفحات من دفاتر أبحاثهم عندما عملوا صحفيين في المخيمات، وأشعاراً ورسوماً لهم ولأطفال آخرين. وسيصدر الكتاب بلغتين (العربية والإنكليزية).

كتاب أنشطة: يعمل تربويون في مركز الجنى على إصـدار مورد تعلمي
  
يركز على شهادات جمعها الأطفال عن قضايا تهمهم مثل، مشاكل الشباب، التسرب المدرسي، الإعاقة، البطالة، الهجرة، التمييز، مشاكل كبار السن، والبيئة.
 
ويتضمن هذا المورد أنشطة تحفز الناشئة على القيام بأبحاث وتعبيرات إبداعية وأنشطة يشارك فيها أطفال آخرون.

    معرض المشروع: نأمل بأن يتوج هذا المشروع بسلسلة من المعارض الجوالة حول العالم تتضمن كل هذه الإبداعات. وتكون فرصة لتبادل الخبرات بين أطفال المشروع وأطفال العالم.

ينتمي أطفال المشروع إلى ثلاث جمعيات أهلية تعمل في الوسط الفلسطيني في لبنان هي: مؤسسة بيت أطفال الصمود، جمعية النجدة الاجتماعية، وجمعية المرأة الخيرية.

ويشرف فريق من مركز المعلومات العربي للفنون الشعبية/الجنى على هذا المشروع. والفريق مكون من: بول مطر، هشام كايد، ندين توما، مي حداد ومعتز دجاني.