"تجربة تربوية - مدرس الحكمة في البحرين" منى الزياني
بدأت التجربة سنة 1986. انطلقت الفكرة من أن مستوى التعليم في البحرين انحدر في السنوات الأخيرة. وفي العام 1985 كنت قد عدت إلى البحرين أحمل شهادة في الدكتوراه ولم أرض عن مستوى التعليم. مما ولد في داخلي صراعا: هل أقبل أنا التي أحاضر في الجامعة أن يدخل أولادي مستقبلا جامعات بهذا المستوى؟
فكان أن عملت على إقناع المسؤولين بتأسيس "مركز البحرين للقراءة والكومبيوتر" داخل الجامعة.
لاحقا وجدت أن ابنتي، وقد كانت في الثالثة من عمرها، تبكي لأنها تريد أن تتعلم القراءة والكتابة فمستوى رياض الأطفال في البحرين منخفض جداً... الأطفال يلعبون فقط.
أسست مشروع روضة فيها قراءة وكومبيوتر. اعتمدنا على أسلوب الدمج في الروضة. إذ كان الأطفال يتعلمون القراءة والكتابة في العشر دقائق الأولى فقط أما باقي الوقت فيتم فيه توظيف ما تعلمه الولد في نشاطات مختلفة. وكانت النتائج ممتازة حتى أن طلابنا عندما تخرجوا من الروضة وأرادوا دخول المدرسة دخلوا الثاني ابتدائي فورا.
شجّعنا نجاح التجربة على تأسيس صفوف ابتدائية، اعدادية ولاحقا ثانوية. لدينا مقررّان في المرحلة الثانوية: التوجيهية والدبلوم الأميركي وللطلاب حرية الالتحاق بأي منهما. 90% من طلابنا يدرسون المقررين معا. وتكريسا لمفهوم الخدمة الاجتماعية في مدرستنا، ألزمنا طلاب المرحلة الثانوية بالالتحاق بأحد مقرّرين: الخدمة في دور لرعاية المسنّين أو في مؤسسات لحماية البيئة.
ونظرا لظاهرة الخدم التي بدأت تتفشّى عندنا والفجوة بين الأهل وأبنائهم، حرصنا على إشراك الأهل في متابعة المسار الدراسي لأبنائهم. لذا نقوم بإرسال تقرير أسبوعي عن كل طالب لأهله، كما ندعو الأهل مرتين كل شهر ليأتوا للمدرسة ويستفسروا عن وضع أبنائهم.
نطمح إلى أن نحضّ الأولاد على حب التعلُّم حتى يظلوا يتعلّمون طوال حياتهم. لذا نحاول قدر الإمكان اتباع جداول زمنية خاصة. تراعي قدرات كل طالب.
شعار مدرستنا هو السير باتجاه دافعية ذاتية عالية وثقة بالذات عالية والتخفيف من جو القلق إلى أدنى حد ممكن.