اللقاء الأول: بيت مري – لبنان 20 – 23 أيار/مايو 1999
تجمّع عشرون شخصاً من عشر دول عربية في فندق "البستان" ببيت مري بلبنان حول موضوع التعلم والتعليم في الوطن العربي. بهذه العبارة ينتهي وجه الشبه بين اللقاء المشار إليه واللقاءات السائدة عادة. فباستثناء انه مؤتمر وأن موضوعه التعليم، كان اللقاء في لبنان مختلفاً بشكل جذري في عدة نواحي. ضم اللقاء، مجموعة متباينة جداً من الاشخاص، من حيث الخلفية والمواضيع والمواقع، وحتى الأعمار. كان وجه الشبه فيما بينهم أنهم يعملون بدلاً من ان يشكوا أو يطالبوا أو يوصوا أو يصدروا فتاوى حول الحلول. كذلك، فإنهم متشابهون من حيث أنهم يربطون ما يقولونه بما يفكرون به وما يعملونه وبالسياق الذي يعيشون فيه. وهم متشابهون أيضاً من حيث كونهم يرون ما هو ايجابي ومتوافر، ويبنون عليه، بدلاً من سرد قوائم من الحاجات والمشكلات والنواقص وما يجب عمله. كل منهم مندمج في محاولة صادقة للقيام بما يعتقد ان من الضروري القيام به، ويستطيع القيام به، ضمن سياقه وخبرته ورؤيته للواقع وموقعه منه.
المشاركون والعروض التي قدموها:
جهاد توما: استاذ في الفيزياء وعلم الفلك في الجامعة الأمريكية في بيروت ومتخصص في دراسات القمر، تحدث من خبرته عن كيف أن تعليم العلوم باسلوب يتداهل مدارك الناس العاديين ومعرفتهم هي عملية مشوهة وغير ذات قيمة، وتبني علاقة غير صحية ما بين المعلم والطالب وتمحو أي اساس لتعلم ذو معنى.
عبد الله الدنان: باحث ومدرس في مجال اللغة العربية في دمشق، تحدث عن خبرته ونظريته وقناعاته حول تعليم اللغة العربية للأطفال دون السادسة من العمر بحيث يكون تعليم الكلاسيكية قبل السادسة يجعلها فلا لغة أم للأطفال حين يشبوا.
سهام صويغ: تدرس في جامعة الملك سعود في الرياض، تحدثت عن خبرتها في العمل مع المعلمين في رياض الأطفال في المملكة العربية السعودية ووصفت الأسلوب الذي يستخدمونه حيث يخلقون بيئة تشجع على التعلم الذاتي.
سارة التركي: والتي قامت مع زوجها، الشيخ خالد التركي، بتأسيس وإدارة مدارس الظهران الأهلية في الدمام – المملكة العربية السعودية. تحدثت السيدة تركي عن تاريخ المدارس والفلسفة التي يعتمدونها في إدارتها، عن أسلوب تطوير المدرسين والعاملين، استراتيجية التعلم التعاوني، ومشروع نشر الكتب التربوية.
حسن الابراهيم: وزير التربية والتعليم الأسبق في دولة الكويت، والرئيس الأسبق لجامعة الكويت، تحدث الابراهيم عن الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية التي يرأسها والتي تأسست عام 1980 كاستجابة للحاجة الماسة لتشكيل وسائل واجراء دراسات وابحاث تساعد على نمو وزيادة التعلم لدى الاطفال العرب. إضافة إلى حديثه عن عمل الجمعية، تحدث د. الابراهيم ايضا عن تجربته كمسؤول في التربية والتعليم في الوطن العربي.
عدنان الأمين: رئيس الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية في لبنان، تحدث الأمين عن بدايات الهيئة وكيف تاسست بعد الحرب الأهلية كمبادرة من قبل عدد من التربويين الذين شعروا بالحاجة لوجود مساحة للتربويين والاكاديميين من مؤسسات مختلفة للنقاش واللقاء وإجراء الأبحاث بخصوص وضع ودور التعليم في لبنان ومستقبله.
ميسون سكرية: طالبة ماجستير في التربية في الجامعة الأمريكية في بيروت، تحدثت ميسون عن خبرتها التطوعية على مدى السنوات الثلاث الماضية مع 20 طفلا يتيما تتراوح اعمارهم ما بين 12 – 15 سنة في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان. وصفت ميسون كيف اضطرت للتخلي عما درسته في الجامعة لتدخل في بحث تعاوني مع طلابها لتبني بيئة تعلمية مناسبة لهم وتشجعهم على الابداع.
معتز الدجاني: مؤسس ومدير مركز المعلومات العربي للفنون الشعبي (الجنى) وصف مععتز عمل المركز مع الاطفال في مشروع يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام عن حياتهم، وكيف يمكن لمثل هذه الأشكال من التعبير ان تغير مفهوم الأطفال لأنفسهم وللعالم من حولهم.
مي مصري: مخرجة أفلام وثائقية، عرضت مي فيلمها الوثائقي "أطفال شاتيلا" الذي يتحدث عن حياة مجموعة من الأطفال في مخيم شاتيلا الذين يحاولون ان يتوصلوا إلى فهم دقيق لواقع حياتهم ونشأتهم في مخيم للاجئين. من خلال قصصهم المختلفة يبحث الفيلم في العالم المتخيل للأطفال حيث يساعدهم اللعب والحلم والخيال على التعامل مع صعوبات الحياة اليومية.
خضر دبوس: المدير العام لمدارس المبرات في لبنان، تحدث خضر عن المباديء التي تقود عملهم والبيئة التي شكلوها لما يقارب 1360 طقل يتيم في لبنان.
منى زياني: مؤسسة ومديرة مدرسة الحكمة في البحرين، تحدثت السيدة زياني عن خبرتها والمشاكل التي واجهتها مع المؤسسات التربوية الموجودة والتي قادتها إلى تأسيس مدرسة الحكمة التي تتخذ من الدافعية العالية والثقة بالنفس والابتعاد عن القلق شعاراتها الأساسية.
سليمان ريحاني: عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، تحدث د. ريحاني عن خبرته في العمل مع طلاب الجامعات للوصول إلى تعامل أفضل مع ما اصطلح على تسميته "النظرة غير المنطقية" التي يحملها الطلبة عن الحياة وعن أنفسهم والتي تقودهم إلى الشعور بالاحباط والفشل.
ليلى اسكندر: مديرة مؤسسة التنمية المجتمعية والمؤسساتية في القاهرة، تحدثت اسكندر عن مشروع العمل مع جامعي القمامة في جبل المقطم في القاهرة. تحدثت عن نشأة المشروع وكيف أنها فشلت حين حاولت تطبيق ما تعلمته في أمريكا حرفيا وأنها شيئا فشيئا اكتشفت كنزا من المعرفة والخبرة لدى هؤلاء الناس الذين تعمل معهم.
عماد ثروت: مؤسس ومدير مشارك في مؤسسة سلامة موسى في مصر، تحدث ثروت عن خبرته في العمل مع الأطفال الذين لا يذهبون الى المدارس في منطقة المنيا جنوب مصر. وبشكل خاص تحدث عن كيف يقوم المعلمون والفنانون والأطفال بتطوير "منهاجهم" الخاص المبني على حياة الأطفال.
جليلة شجاع الدين: مديرة مدرسة زيد الموشكي – اليمن، تحدثت جليلة عن "القوة الكامنة في قول الحق". تقوم جليلة بإدارة مدرسة فيها 5000 طالبة حيث تركز على إفساح المجال أمام الطالبات والمعلمات على التعبير عن أنفسهم بكافة الطرق.
مي حداد: تحجثت حداد عن كيف انتقلت من كونها طبيبة أطفال عادية على المشاركة في برامج صحة المجتمع كطبيبة ممارسة ومدربة ومؤلفة.
منير فاشه: مدير الملتقى التربوي العربي، تحدث فاشه عن ثلاثة خبرات في حياته والتي غيرت بشكل راديكالي مفهومه وممارسته في التعليم: الأولى كانت حرب عام 1967، الثانية "اكتشاف" رياضيات أمه "الأمية"، والثالث هي الانتفاضة الأولى، وكيف أدت هذه الأحداث إلى تأسيس مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ومن ثم الملتقى التربوي العربي ومشروع قلب الأمور.
لمزيد من المعلومات عن هذا اللقاء ولقراءة النصوص الكاملة للمداخلات التي قدمت والحصول على عناوين المشاركين يرجى مراجعة الكتاب الذي يوثق للقاء وكان الأول في سلسلة بعنوان "قيمة كل امرئ ما يحسن"، وقد صدر عن الهيئة اللبنانية للعلوم التربوية وكان من تحرير د. منير فاشه.