من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
سارة التركي
جهاد توما
عبدالله الدنان
سارة التركي
عدنان الأمين
عماد ثروت
خضر دبوس
حسن الابراهيم
جليلة شجااع الدين
ليلى اسكندر كامل
مي يعقوب حداد
ميسون سكرية
منى الزياني
معتز الدجاني
سليمان ريحاني
منير فاشه
 

خالد التركي و سارة التركي

حول مدارس الظهران الأهلية


هدفنا تخريج أجيال لا تطمح فقط إلى التكيف مع تحديات"

الحياة بل إلى النمو والتطور معاً"
خالد التركي وسارة التركي
 

رغم أن القادة في جميع أنحاء العالم غالبا ما يذكّرون مستمعيهم بآثار التغيير سريع الخطى، فان هذا التذكير يكتسب أهمية خاصة عندما يكون مرتبطا بالحديث عن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية فالتغيرات التي حدثت في هذه المنطقة خلال السنوات الخمسين الماضية لا مثيل لها في التاريخ وكذلك الحال بالنسبة للتوقعات في المستقبل إن اعتماد هذه المنطقة على عائدات النفط، والمستقبل القلق لهذه العائدات، وغياب أرضية صناعية أو زراعية متينة، تجعل الوضع الاقتصادي في المنطقة يعتمد على درجة عالية من التعليم لشعوبه لهذا ومن اجل التقدم بخطى وثيقة في المرحلة التاريخية المقبلة، من الضروري أن يواكب النظام التعليمي في المنطقة المستوى السائد في الدول المتقدمة بل وربما من الضروري أن يتفوق عليه

ومن اجل المساهمة في عملية تطوير النظام التعليمي في هذه المنطقة، أسسنا في القطاع الشرقي للملكة العربية السعودية "مدارس الظهران الأهلية" وهي مدارس خاصة، من الحضانة وحتى نهاية المرحلة الثانوية، ولا تبغي الربح، وتعتمد العربية لغة للتعليم ومنذ العام 1977 بدأنا بتأسيس فريق من الأساتذة العرب الملتزمين والمؤهلين والنشيطين في مدارسنا، والمتعاونين معاً من اجل صالح تلامذتنا وباقي التلامذة العرب وهدفنا من كل هذا هو تنشئة أجيال "تنتعش في جو تحديات العالم الحديث وتساهم في تطويره" ولهذا التحدي اهمية كبيرة في جميع أنحاء العالم إلا أن اهميته تكون اكبر في منطقة لم تشهد سوى قليل من التغيرات، خلال مئات من السنين، باستثناء الخمسين سنة الفائتة ولذا تساءلنا عما يحتاجه طلابنا ومدارسنا لمواجهة هذا التحدي
ربما تكوّن شجرة النخيل، التي تشكل رمز المملكة العربية السعودية، صورة مجازية مفيدة في رسم شخصية الإنسان المطلوب تؤمن مدارس الظهران الأهلية بأن طلبتها، كشجر النخيل، يمكنهم المحافظة على توازنهم، فقط إذا كانت لهم جذور راسخة في فهم دينهم وثقافتهم وتاريخهم، وفي نفس الوقت، إذا كان لديهم التزام بالمساهمة في تطوير بلادهم وشعبهم كذلك، من الضروري أن يتمتعوا بمرونة جذع شجرة النخيل ليتمكنوا من التأقلم مع تغيرات الأوضاع والمتطلبات كما عليهم أن يتمتعوا بقدرة شجرة النخيل على تغذية نفسها باستمرار، وذلك من خلال التعلم المستمر، ليستفيدوا من التيارات الفكرية ومن التساؤل والبحث المستمرين كذلك من الضروري ان يكونوا قادرين على اغتنام كل فرصة ليتعلموا ويحولوا المعلومات البسيطة إلى معارف قيِّمة وأن يكونوا قادرين على التمييز بين ما هو مفيد وما هو ضار، وأن ينموا قدرات وعادات فكرية فعالة وحتى يكون تعلمهم مفيداً، يحتاجون إلى قدرة الشجرة على دمج وتفاعل الأفكار الجديدة مع قيمهم وخبراتهم لخلق معان وحلول ومنتجات جديدة، ومداخل جديدة مثمرة هم أيضا بحاجة إلى الثقة والكفاءة ليتمكنوا من تحقيق كل ذلك بأنفسهم أو ضمن "واحة بلح" كجزء من فريق متعاون

ومن اجل تحقيق هذه الغاية في خلق مثل هذه الأجيال ، قمنا في مدارس الظهران الأهلية بعدة خطوات عملية قمنا أولا بتأسيس نظام تطوير مهني يكفل لكل فرد من الهيئة التعليمية والإدارية في المدرسة النمو وأن يكون مثالا لما نصبو إليه في مدارسنا ألا وهو التعلم المستمر: الترحيب بالأفكار الجديدة والنمو وتطوير وتحسين العمل نهدف من خلال هذا البرنامج إلى الابتعاد عن المناهج والحقائق الجاهزة، والتركيز بدلا من ذلك على نمو الطلبة وعلى قيامهم ببناء معارف جديدة ضمن سياق التحديات الراهنة ونحاول من خلال المضمون الأساليب المتبعة في برنامجنا للتطوير المهني التخلي عن العادات القديمة التي تحد من تطورنا والبحث بدلا منها عن طرق افضل في التعليم والتقييم من الضروري أن يتعلم الأساتذة والإداريون باستمرار وأن يظلوا مستعدين لتقبل التغيير، والمشاركة المستمرة في عملية تحليل وتقييم النتائج وإذ نقوم بإعادة بناء معارفنا وقناعاتنا وممارساتنا، فإننا لا نتوقف أبداً عن العمل على ترتيب أو تعديل نظمنا التعليمية والإدارية من اجل توفير افضل دعم لعملية التعلم

ونعتمد في تحقيق أهدافنا على إستراتيجيات مستقاة من مصادر مختلفة ومن اكثر الاستراتيجيات نفعا التعلم التعاوني في الصف واتخاذ قرارات جماعية في الجهاز الإداري والوظيفي كذلك، فإن تركيزنا على الكتابة في جميع مراحل مناهجنا شجع طلبتنا على استخدام الكتابة كوسيلة للتعلم كما اكتشف بعض الأساتذة أن الكتابة تساعدهم هم أيضا في التعلم إن استعمال وحدات تتميز بمحاور متكاملة وواضحة المعايير، والتقييم الدائم في المراحل الابتدائية، أديا إلى اعتماد كثير من الأساتذة لطريقة تفكير جديدة أعطتهم صورا جديدة لما يمكن أن يكون عليه التعليم إن اعتماد مجموعة متنوعة من أساليب التعليم التفاعلية مثل الجدل والبحث والتكنولوجيا والقيام بمشاريع، ساعدت على إبقاء طلبتنا وأساتذتنا في حالة مستمرة من التفكير والإنتاج بدل أن يكونوا سلبيين وأن يقتصر تركيزهم على نقل المعلومات وقد تكون أهم استراتيجياتنا هي إشراك طلابنا، منذ سنواتهم الأولى، مباشرة في مشاريع تخدم مجتمعاتهم وتعاملهم مع مؤسسات محلية كجمعيات المعوقين والأيتام والمستشفيات، والمؤسسات النسائية الخيرية وغيره

ونتيجة لهذه الأعمال التي قمنا بها في دعم تطور الأساتذة، أسست مدارس الظهران الأهلية مشروعا لنشر المصادر ونتائج التعليم المتبعة في مدارسها بالعربية كذلك فقد قامت مدارسنا في نهاية العام 1998 بتأسيس مركز الخدمات التعليمية الذي يقدم برامج تدريبية وخدمات استشارية للمدارس أو الأفراد المهتمين بالمساهمة في تطوير التعليم العربي على أسس شبيهة
يبلغ عدد طلبة مدارس الظهران الأهلية حاليا 1650 طالباً وطالبة والمدارس في عملية مستمرة من التحول، وذلك لأننا دوما في عملية تعلم وتغير ورغبة في أن نكون افضل ورغم الاحباط والضغط والتعب والصراع التي تواكب جميعها عملية التغيير، سادت بيننا روح الزمالة والتعاون لأننا مررنا بالكثير سوي تهدف مدارس الظهران الأهلية إلى تأمين جو إيجابي حيث يشعر كل من الأساتذة والطلاب بالدعم خلال عملية لتعلم والنمو والعطاء التي يمرون به فنحن نؤمن أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من تحقيق هدفنا بأن نكون مؤسسة تعلمية تتجدد من تلقاء نفسها حيث التعاون في البحث وتضافر الجهود هما العادة وحيث التطور التدريجي هو النتيجة، من اجل منفعة الطلاب والأهل والموظفين والمملكة العربية السعودية والتعليم العربي

نظرة شاملة إلى مشروع المعايير

من أهم المشاريع الجديدة في "مدارس الظهران الأهلية" هو المشروع المتعلق بالجهود الهادفة إلى رفع توقعات الطلبة بالنسبة لما يمكن أن يتعلموه فنحن نؤمن أن أحد الأسباب التي أدت إلى بقاء مستوى العمل في الكثير من المدارس في منطقتنا في مستوى حفظ معلوماتٍ متفرقة هو أننا لم نوضح المعايير القصوى للتوقعات التي تتناسب والعصر الحديث فالتصريحات الرسمية غالبا ما تتمحور حول الحاجة إلى رفع المستويات ولكن غالبا ما يعجز هذا الهدف عن الوصول إلى معايير محددة لمستويات أعلى من التحليل والنقد وحل المسائل والإنتاج الإبداعي، ويعجز أيضا عن تحديد العادات الذهنية التي يحتاجها الإنسان ليستمر في التعلم، كما يتم إغفال المهارات الاجتماعية والتعاونية التي قد نحتاجها في مجتمعاتنا العصرية الجديدة المتشعبة والمترابطة وإذا أخذنا بعين الاعتبار التغيرات السريعة في المعلومات والمعارف في العالم وازدياد الاعتماد المتبادل بين الشعوب، ندرك مدى أهمية وضرورة إيلاء هذه الأنواع من المعارف والمهارات اهتماما أكبر مما توليه مناهجنا التقليدية حالي

وحتى نكون أكثر وضوحا في أهدافنا، عمل أساتذتنا خلال السنتين الماضيتين على رفع المعايير التربوية لما نتوقع من الطلبة أن يعرفوه وأن يقدروا على عمله مع نهاية المرحلة الثانوية واستنادا إلى المعايير التي وضعوها، تقوم اللجان بوضع الخطوات المحددة (أنظر إطار التخطيط في الصفحة التالية) لتحديد كيفية التدريس بحسب هذه المعايير وكيفية تقييم التقدم الذي يتحقق
وكما هو ظاهر في أدنى الإطارة، فقد اتفق الأساتذة على أن يُبنى عملهم على أساس المعايير التي يرونها مناسبة لتلامذة المرحلة الثانوية الذين يتخرجون من مدارس الظهران الأهلية و يمكن تقسيم هذه المعايير إلى نوعين: المعايير المتعلقة بالمعارف البيانية/التقريرية (ما يحتاج التلاميذ إلى معرفته والذي يشدد على الأفكار المهمة والمبادئ بدلاً من المعلومات المنفصلة) والمعارف الاجرائية (وهي ما يكون الطلاب قادرين على القيام به ويتضمن ذلك التواصل ومهارات التفكير، وحل المشكلات ومهارات أخرى متطورة) وعندما يتضح نوعا المعايير، يمكن عندها تقسيم المعايير إلى معالم تستخدم كأهداف لكل صف وتحدد المرحلة التي يجب الوصول إليها في كل نقطة على طريق التخرج

بعد الاتفاق على المعالم، يسأل الأساتذة أنفسهم "كيف نعرف فيما إذا تمكّن الطلبة من تحقيق هذه المعالم المتقدمة؟" (معايير تقييم الأداء) و"ما هي المهام التي يمكن أن نعطيها للتلاميذ بحيث تمكننا من تقييم إنجازاتهم؟" (مهام تقييم الأداء) وبهذا، إذا أخذنا بعين الاعتبار الأهداف الموضوعة وإذا كانت أفكارنا حول تقييـم
أداء الطلبة واضحة، يستطيع الأستاذ عندها تصميم وحدات دراسية تتضمن ما سيفعله الأستاذ (أي استراتيجيات التدريس) كما تتضمن سلسلة من النشاطات يشارك من خلالها الطلبة، كأفراد وكمجموعة، بحيث يطوّرون استراتيجيات يتعلمون منها (استراتيجيات التعلم) إن الاقتراح الذي نطرحه هنا يولي اهتماما متساويا لهاتين الفكرتين لاننا نؤمن بأن التعليم ليس فقط عملية نقل معلومات مـن الأستاذ إلى الطالب بل هو عملية بناء في أذهان الطلبة، من خلال تأملاتهم بخبراتهم، التي يقوم الأساتذة بتنظيمه

كذلك، يتفق الأساتذة على تصميم الأدوات التي يسجلون من خلالها ملاحظاتهم وتقييمهم لتقدم التلاميذ ومن خلال عملية التقييم المستمر هذه لما يتعلمه الطالب، وبالاستناد إلى المعالم التي تمّ الاتفاق عليها، يتمكن الأساتذة من أقلمة ومراجعة الخطط لعمليتي التعليم والتعلم وهذه عملية لا تنتهي فببقاء عين الأستاذ على المعالم يقوم بتصميم نشاطات، يمر الطالب من خلالها بخبرات، كما يقوم بالتأمل والتفكر بها، بطريقة تستلهم التعلم ويراقب الأستاذ ما يحدث ويقوم بتحضير ما يلي ذلك من خبرات مناسبة وتتكرر هذه العملية مرة تلو الأخرى

وفي نهاية العملية، يُطلب من الأستاذ الحكم والتقييم بالاعتماد على ما يستطيع التلميذ عمله ويوثق الأستاذ ذلك بهدف مساعدة كل من الطلاب والأهالي على فهم التقدم الحاصل وفي المرحلة الابتدائية نُظهر التقدم في القدرة اللغوية من خلال رسم المراحل العادية للنمو، والتي تساعد الأهل على تحديد موقع الطالب في عملية النمو والتطور

نضع العروض والاحتفالات بالنجاح في تحقيق المعايير التربوية على رأس إطار التخطيط، ليس فقط لأهمية الاحتفال في نهاية العملية، بل لأننا نحاول أن نحتفل كلما سنحت لنا الفرصة من هنا، نتحيّن كل الفرص الممكنة لكي نُشعر التلاميذ بأننا نقدّر تعلمهم ونقوم بذلك كجزء طبيعي من عملية التعلم/التعليم

لقد وضعنا استفادة تلامذتنا من هذا التصميم، وفي جميع المراحل، هدفا لن وقد استطعنا التركيز على هذه الاستفادة اكثر في المرحلة الابتدائية حيث استعملناها لتطوير وحدات تتكامل حول محاور، واستعمالها كأساس في عملية التدريس ونهدف من نشر ذلك استعمال هذا الإطار تدريجيا كدليل عملنا في جميع مناحي المدرسة لم تكن تلك العملية سهلة، ولم يكن التطور متعادل ولكن، بالرغم من ذلك، وجدنا اللائحة مفيدة لتذكيرنا بما نحتاج القيام به لرفع توقعات تلامذتن ومن خلال التركيز على هذه العملية نأمل بأن نستلهم ملكات التفكير العليا، ومهارات التعاون والقدرات الذهنية الإيجابية، والضرورية لتلامذتنا "كي ينموا ويترعرعوا من خلال تحديات العالم الحديث ويسهموا في تطويره باستمرار"

:لإرسال ردود فعل على هذا العرض
skat@nesma.net.sa




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved