من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
عندما نرى الدنيا بالمقلوب!من الذي يحتاج إلى تغيير؟
هكذا تُحدِّثُنا غزة
متى تكون المساعدة متناقضة
لماذا مُحي من الذاكرة الفلسطينية
تحاور الأديان أم تجاور الأديان؟
كيف نفسر اعتبار من يخرب سيارة مجرما
تجريدات لا تستمد معانيها من الحياة
إلزام الحكومات بتوفير تعليم وعدم إلزامها بتوفير ما
الفرق بين العلم والحكمة
عندما نرى الدنيا بالمقلوب!من الذي يحتاج إلى تغيير؟
أول الكلام
الفشل والتخلف اختراعان
مجاورات ابن عربي
 

عندما نرى الدنيا بالمقلوب!من الذي يحتاج إلى تغيير؟

عندما نرى الدنيا بالمقلوب!من الذي يحتاج إلى تغيير؟

السؤال الذي طرحته الأسبوع الماضي هو: معدل ما يصرفه الشخص من الماء في السنة، في بلد مثل الأردن، هو 200 متر مكعب، ومعدل ما يصرفه الشخص من الماء في السنة، في الولايات المتحدة الأمريكية، هو 11000 متر مكعب... خمسمائة وخمسون ضعفا!! من الذي يحتاج إلى تغيير: أهالي الأردن أم سكان أمريكا؟ مَن مِن الاثنين أقرب إلى الحكمة في نمط حياته؟

من الضروري التنويه في البداية بأني عندما أتكلم عن الأردن وأمريكا، أتكلم بشكل عام، فالنمط الذي أتكلم عنه هو في جوهره نمط الاستهلاك الذي ينتشر ويتعمق بسرعة رهيبة حول العالم. فالسؤال المطروح بأعلاه يثير بعدا هاما يتعلق بالحكمة ألا وهو أهمية التمييز بين العيش بعافية والعيش وفق نمط الاستهلاك. وبما أن العالم المعاصر يجسد الاستهلاك وقيمه بشكل يكاد يكون مطلقا، لذا يصبح مقدار ما يستهلكه الشخص هو ما يعكس قيمته، أي أن من يستهلك أكثر يُعتبر أكثر تقدما ورقيا. من هنا، ينبع الاعتقاد بأن من يستهلك 11000 متر مكعب من الماء أرقى بكثير ممن يستهلك 200 متر مكعب! بما أن الحكمة مرتبطة بالعافية وليس بمقدار الاستهلاك، لذا فإن استهلاك 200 متر مكعب يعكس تصرفا ذا مسؤولية أكبر نحو الطبيعة والأجيال القادمة (خاصة عندما يكون بإمكان الشخص أن يستهلك أكثر ولكنه يرفض أن يفعل ذلك). من هذا المنطلق، فإن نمط الحياة في الأردن يتوافق مع الحكمة أكثر من نمط الحياة في أمريكا. عدم التمييز بين العيش وفق نمط الاستهلاك والعيش وفق العافية يفسّر لماذا نعتبر بلدانا تستهلك الماء بشكل معقول بلدانا متخلفة بينما البلدان التي تستهلك الماء بدون حساب وبدون أي اعتبار للآخرين، بما في ذلك الأجيال القادمة، بلدانا راقية متقدمة، بل نموذجا للاقتداء بها! إن لفي هذا الاعتبار لجنون، إذ، تخيلوا ماذا سيحدث للحياة على الأرض لو أن شعوب الأرض تستهلك من الماء قدر ما يستهلكه الأمريكيون؟ (سؤال جدير بأن يكون في مناهج الرياضيات في كل الدول، إلا أنه، مثل أسئلة كثيرة أخرى شبيهة، مغيّب تماما من المناهج؛ لماذا؟) من هنا، من يحتاج إلى تغيير هم "المتطورون" في نمط عيشهم، مثل الأمريكيين، وبالتالي هم – وليس أهالي الأردن – من يحتاج إلى تغيير وتطوير وتذكير بالمسؤولية بالنسبة لاستهلاك المياه. لذا، لا معنى أن يأتي خبراء من أمريكا إلى الأردن ليضعوا خططا ومشاريع لتطوير الأردن وتنميته. فالذين يحتاجون إلى تنمية الحكمة لديهم، والعيش وفق العافية والمسؤولية في نمط حياتهم، هم الأمريكيون... ما سبق ينبهنا إلى أهمية إعادة النظر في إدراكنا لأمور كثيرة، مثل معاني كلمات سائدة (كالتقدم والمسؤولية والتنمية)، ومثل معايير تحدد سلوكنا (كاعتبار مقدار الاستهلاك مقياسا لقيمة المرء). * * * تساؤلات للخاطرة القادمة: ما هو الفرق بين العلم والحكمة؟ سأستعمل "السيفون" كمثال... هل استعمال "السيفون" دليل على تقدّم أم تخلّف؟ وهل كلمة "تخلّف" تعكس واقعا أم أنها فكرة مخترعة؟
 




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved