من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
عبد الرزاق نصار
وسيم الكردي
سمر دودين
عبد الرزاق نصار
ابتسام ياسين
يعقوب يوسف الحجي
جليلة شجاع الدين
أحلام محمد عبد الملك
زهرة أحمد حسين
سعدي الحديثي
د. هالة حماد
نجاح السلطي
ديمتري خضر
سيرين حليلة
أنس العيلة
منير فاشه
 

عبد الرزاق نصار

تجربة مدارس الظهران الاهلية وبرامجها في تعليم مهارات الكتابة ورعاية مواهب الطلاب التعبيرية


إعداد: عبد الرزاق نصار


ربما يكون في اختزال تجربة المدارس في تعليم الكتابة ورعاية الإبداع في مجال التعبير في هذا الحيز الضيق نوع من المجازفة، لان هذه التجربة قد تنقل بصورة غير وافية، وما سيتم عرضه هنا ليس سوى مجرد فكرة عامة عن هذه التجربة قد يستدعي الدخول في تفاصيلها التعرض لبرامج عمرها عدة سنوات.

اعطت مدارس الظهران الاهلية اهتماماً خاصاً لتطوير مهارات الطلاب في الكتابة باشكالها المختلفة ولكل المراحل الدراسية.

بدأ الاهتمام بذلك في وقت مبكر حيث بدأت المدارس بتدريب المعلمين من خلال دورات تؤهلهم وتساعدهم على تطوير مهارات الطلاب الكتابية. وكان من الدورات التي قدمت لهذا الغرض منذ ما يقارب العشر سنين، دورة (عملية الكتابة) التي تركز على الخطوات التي يمكن اتباعها للوصول إلى ناتج جيد في الكتابة، بدءاً من تحديد الموضوع ثم استدرار الافكار فتنظيمها ثم كتابة المسودة فالتبادل والمراجعة وصولاً إلى تحرير الموضوعات ونشرها.

ولم تكن الاستفادة من هذه الدورة مقتصرة على معلمي اللغة العربية والانجليزية بل تم تدريب معلمي المواد الدراسية العلمية والأدبية كافة لتوظيفها في زيادة التعلم، وصقل المعرفة، والتوسع فيها، وبخاصة عند العمل على اهداف يقدر المعلم انها ذات اهمية خاصة بالنسبة لاهتمامات الطلاب، أو اتجاهاتهم.

وقد استخدمت الكتابة في المواد الدراسية باشكال مختلفة:-

- تلخيص نصوص في المنهج.

- التعبير عما تم تعلمه بلغة الطالب الخاصة

- الكتابة في ضوء ملاحظة وتحليل ظاهرة اجتماعية أو غيرها

- الكتابة في ضوء معلومات توفرت من اجراء مقابلة

- الإجابة عن اسئلة بحثية في صورة تقرير

- كتابة تقرير تحليلي عن كتاب

- الكتابة كجزء من إجراء المناظرة أو المحاكاة

- كتابة ابداعية – كتابة مقالات لاغراض مختلفة (الوصف، الاقناع، التراجم…)

وقد رافق العمل على عملية الكتابة، تقديم دورة اخرى للمعلمين، تساعدهم على القيام بتدريب الطلاب على (عملية البحث)، باعتبارها عملية تشترك فيها القراءة والتفكير والكتابة والمهارات المكتبية بدءاً من تحديد سؤال البحث، ووضع مخطط هيكلي له، ثم تحديد المصادر، فجمع المعلومات، وتحليلها، وتنظيمها، فكتابة المسودة وتبادلها ، فالمراجعة، ثم تحرير ذلك ونشره على صورة تدل على الاجراء والناتج.

وقد رافق العمل على عملية الكتابة والبحث تحديد محكات للكتابة (محكات الاجراء، محكات المضمون، محكات الناتج).

والى جانب العمل على عملية الكتابة والبحث، تم تدريب المعلمين على الاستراتيجيات التي تساعدهم في تنمية مهارات الطلاب في (القراءة الجهرية، والاستيعاب، والقراءة المستقلة) واصبح النظر إلى القراءة كعملية تعلم وتفكير ومهارات من خلال اطار (انشطة ما قبل القراءة، اثناء القراءة، وما بعد القراءة) مع التأكيد على ان احد الانشطة الرئيسة التي تتضمنها عملية القراءة هي كتابة ما يعرفه الطالب أو ما يتوقعه حول الموضوع وكتابة أسئلته أيضا في أنشطة ما قبل القراءة، والبحث عن إجابات عن هذه الأسئلة، وتلخيص ما يعرفه وما تعلمه، يتلو ذلك عملية بحث للإجابة عن اسئلة ظهرت حول الموضوع اثناء العمل.

وفي سياق العمل على مهارات القراءة والكتابة، ونظراً للحاجة الماسة إلى تعليم الطلاب طرق استيعاب النصوص واستخراج الافكار الرئيسة منها، تم العمل على (انماط النصوص وخرائط المعرفة) للنصوص المختلفة مما يسهل على المتعلم الإلمام بمضامين النصوص بطريقة منظمة وميسرة.

وكان الطلاب وهم يكتبون موضوعاتهم – بانماطها واغراضها المختلفة – يوظفون معرفتهم بأنماط النصوص، وطريقة تنظيمها، وخصائصها الفنية، في بناء موضوعاتهم.

فبعد تحليل قصة مثلاً والتعرف على عناصرها وخصائصها الفنية، يقوم الطلاب بكتابة قصة أو عدة قصص يطبقون فيها معرفتهم النظرية لبناء القصة.

وفي نفس السياق – تطوير مهارات الطلاب التعبيرية ورعايتها – قدمت المدارس دورة (السمات الست للكتابة الجيدة) والبعد الذي تحمله هذه النظرة الجديدة للكتابة يركز على ست سمات للناتج تجعل من الكتابة الابداعية كتابة جيدة ، وهي – (اصالة الافكار، التنظيم الداخلي للموضوع، الطابع الشخصي، اختيار الكلمات، السلاسة في الكتابة، اليات الكتابة وهي مراعاة قواعد النحو والاملاء والترقيم).

وهذه الطريقة تمكن الطالب من تحسين كتابته في ضوء هذه السمات، من خلال مراجعته لكتابته، أو من خلال التغذية الراجعة التي يتلقاها من المعلم في ضوء هذه السمات، كما تساعد المعلم على وجود درجة معقولة من ثبات المحكات التي يستخدمها في عملية التقويم، بل اصبح الطلاب يتبادلون كتاباتهم في ضوء هذه السمات.

وهذا المدخل في النظر للكتابة يتكامل مع (عملية الكتابة) المشار اليها سابقاً فعملية الكتابة تركز على الاجراء وسمات الكتابة الجيدة تركز على الناتج في مرحلة مراجعته وتحريره.

وفي العامين الاخيرين حدثت نقلة جديدة في النظر إلى مهارات اللغة بما فيها الكتابة، وذلك بالنظر اليها من خلال (المعايير التربوية) التي ترى اللغة وعاء للمعرفة يتسع لها ويتسع بها، ويعبر عنها.

وفي ظل هذه النظرة اتسعت مساحة التعبير الكتابي في المواد الدراسية، من خلال اعتبار الكتابة شكلاً رئيسياً يعبر فيه المتعلم عن تعلمه من خلال عملية بحث أو تقرير أو عرض أو مقالة أو نشرة أو رسالة...

وباعتبار ان استخدام التعلم التعاوني هو خيار رئيسي في المدارس، فقد تم العمل على الكتابة في كثير من الاحيان بصورة تعاونية وذلك من خلال عدة اشكال تعاونية:

البحث بصورة تعاونية
استدرار الافكار بصورة مشتركة في داخل المجموعة وتبادلها
مراجعة الطلاب لكتابات بعضهم في ضوء محكات، وكتابة تغذية راجعة مستخدمين (مهارة التبادل)، وهي مهارة اجتماعية ذات مضمون اكاديمي، حيث يقوم الطرف القارىء للموضوع أو المستمع له في حالة إلقاء الكاتب للموضوع امام الطلاب، بأخذ ملاحظات حول الموضوع، ثم يعزز الزميل ويشجعه في الجوانب التي اجاد فيها، ثم يطرح اسئلة حول النقاط التي يعتقد انها تحتاج إلى ايضاح، بعد ذلك يقدم اقتراحات لتحسين الموضوع بصورة لا تتضمن أي افتراضات سلبية.
ومن الانشطة التي يمكن الاشارة اليها في سياق الدمج بين مهارات اللغة المختلفة، ما يعرف بـ (تقرير عن كتاب) حيث يقوم كل طالب بقراءة كتاب (خيالي، واقعي، علمي) على الاقل في كل فصل دراسي في اللغة العربية، وآخر باللغة الانجليزية، ويعد تقريراً تحليلياً حوله، ثم يخطط لكيفية تقديم هذا التقرير امام الجمهور.

والطريقة الشائعة في المرحلة الثانوية هي قيام الطالب بتجهيز عرض باستخدام الكمبيوتر، أو جهاز العاكس الرأسي، وتقديمه في وقت يتاح فيه للطلاب من الصفوف المختلفة حضور العرض ومناقشة العارض.

ومن المجالات التي تم توظيف الكتابة من خلالها (اسلوب المناظرة) ويظهر توظيف الكتابة فيها من خلال قيام الطلاب بعملية بحث عن الادلة والمقولات التي تؤيد موقفهم المؤيد أو المعارض للأطروحة المقدمة لهم حول موضوع معين سواء بالرجوع إلى الكتب أو اجراء مقابلات، وقيامهم بعد ذلك بصياغة ما تم جمعه في صورة دعوى مدعمة بأدلة وشروحات، إلى جانب تفنيد علمي ومنطقي لمقولات وادلة الخصم ويتم كل ذلك في جو من التواصل الايجابي من خلال ممارسة المتناظرين للمهارات الاجتماعية سواء داخل المجموعة الواحدة أو اثناء عملية النقاش.

ومن الانشطة التي تم توظيف الكتابة من خلالها (اسلوب المحاكاة) حيث يقوم الطلاب بكتابة تقرير جماعي يتضمن حلاً للمشكلات المقدمة لهم، ثم يقوم كل واحد منهم بصفة فردية بكتابة قصة بكافة عناصرها ونسيجها الفني، حول إحدى المشكلات من وجهة نظره الشخصية، أو كتابة تقرير علمي حول احدى المشكلات المقدمة في جلسة المحاكاة.

ولكون أسلوب المحاكاة جذابا للطلاب وفاعلا في زيادة التعلم والفهم وبخاصة في فهم منظور الآخرين وتحليل المعرفة وتطبيقها بصورة مرنة وبارعة، إلى جانب المهارات الاجتماعية التي يتطلب العمل على هذا الأسلوب استخدامها، يحسن أن نشير إليه بنوع من التفصيل.

المحاكاة (الأداء التشبيهي): هي قيام الطلاب بأداء تشبيهي لأدوار محددة في دراسة مواقف ومشكلات موصوفة، للبحث عن حل لها من وجهة نظر الأشخاص الذين يحاكون أدوارهم لا من وجهة نظرهم الشخصية. وعادة ما تكون المشكلات التي يتم العمل عليها مرتبطة بالمنهج الدراسي الذي يعمل عليه الطلاب من ناحية ومرتبطة بالواقع الذي يعيشونه من ناحية أخرى.

يتيح هذا الشكل من العمل الفرصة للطلاب لتطبيق المعرفة التي درسوها والتوسع فيها والنظر اليها من وجهات نظر مختلفة وربطها بالواقع إضافة إلى التفكير بطريقة جديدة أثناء عملية النقاش والتفاوض.

والمحاكاة إلى جانب ذلك تهدف إلى تدريب الطلاب على تفهم مواقف الآخرين وآرائهم في ضوء العوامل التي يتشكل منها المنظور لدى هؤلاء الأشخاص (المعتقدات، الخبرات ، القيم الشخصية،...) كما يتيح العمل على المحاكاة الفرصة للطلاب للعمل بصورة تعاونية وممارسة المهارات الاجتماعية أثناء عملية النقاش والتفاوض للبحث عن أفضل الحلول للمشكلة.

والطلاب وهم يعملون على المحاكاة ينمون مهاراتهم الكتابية سواء الكتابة الإبداعية بكتابة قصة حول المشكلة أو تقرير بحثي توسعي حول المشكلة.

كيف يتم الإعداد والعمل على موضوع المحاكاة؟

يسعى المعلم إلى البحث عن مشكلة تساعد الطلاب على رؤية الأفكار الكبيرة في المنهج من خلال مشكلات واقعية حيث يتم تناول هذه الأفكار بدرجة من العمق في الفهم والمرونة في التفكير والتوسع في المعرفة من خلال تناول مشكلات معينة والبحث عن حل لها مع الأخذ بعين الاعتبار أبعادها وظروفها ودوافها المختلفة. يقوم المعلم بتحديد المشكلة ويضع وصفا لصور مختلفة منها واقعة فعلا أو ممكنة الوقوع (حالات عنف في المدرسة، إضرار بالبيئة، مشكلات أسرية، مشكلات اقتصادية الخ..) ويحرص المعلم أن يكون الوصف لكل مشكلة متضمنا الظروف الخاصة بها ودوافع الأشخاص الذين يلعبون دور البطولة فيها.

يشكل المعلم طلاب الصف لجانا لدراسة المشكلة ووضع حل لها بحيث يتراوح عدد كل لجنة من ثلاثة أعضاء إلى خمسة بحسب الأدوار التي تم افتراضها لمعالجة القضية.

يضع المعلم ويقدم وصفا للشخصيات التي تتشكل منها اللجنة، بحيث ينصب هذا الوصف على مكونات منظور التفكير لدى كل شخص من أعضاء اللجنة بصورة تساعد الطلاب على محاكاة أدوارهم ويطلب من الطلاب أن يقوم كل واحد منهم بدراسة المشكلات المقدمة له ويضع الحل لها من وجهة نظر الشخصية التي يحاكيها لا من وجهة نظره الشخصية..

استنادا إلى وجهات نظر الأشخاص الذين يحاكون أدوارهم تقوم كل لجنة بالنقاش والتفاوض للاتفاق على حل للمشكلة أو إصدار حكم فيها أو اتخاذ قرار بحسب بنود القضية المقدمة.

تقدم كل لجنة تقريرا حول ما توصلت إليه كناتج للعمل الفردي أو النقاش الجماعي الذي تم حول القضية أو القضايا من وجهة نظر الأشخاص الذين يحاكون أدوارهم لا من وجهة نظرهم الشخصية.

يتضمن التقرير توظيفا للمعرفة النظرية التي درسها الطلاب وتكييفا لها من وجهات نظر مختلفة لوضع حل للمشكلات بصورة عميقة ومرنة، على أن يكون هذا التقرير مدعما بأدلة وشروحات ووقائع في سياق إقناعي.

يمارس الطلاب أثناء عملية النقاش المهارات الاجتماعية المتصلة بالحوار والتفاوض مثل (مهارة الإصغاء، التأكد من الفهم، طرح الأسئلة، التشجيع، التلخيص،...) كما يوزعون الأدوار اللازمة لإنجاز المهمة (شارح، ملخص، مسجل، مراجع،...).

يخطط المعلم أو بالتنسيق مع معلم آخر (معلم اللغة العربية مثلا) لنشاط كتابي إبداعي أو بحث مبني على جلسة المحاكاة ويمكن أن يكون في صورة:

كتابة قصة عن إحدى المشكلات التي تمت دراستها وبناء نسيج من الأحداث والتفاعلات التي أدت إلى المشكلة ونسيج من التفاعلات التي تقود إلى حلها من وجهة نظر الكاتب الشخصية.

كتابة مسرحية تدور حول إحدى المشكلات.

العمل على بحث توسعي حول إحدى المشكلات المقدمة.




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved