من نحن

الرؤيا/المنطلقات

لقاءات و مجاورات

إصدارات

ملتقى فلسطين

 
 
   
     
ديمتري خضر
وسيم الكردي
سمر دودين
عبد الرزاق نصار
ابتسام ياسين
يعقوب يوسف الحجي
جليلة شجاع الدين
أحلام محمد عبد الملك
زهرة أحمد حسين
سعدي الحديثي
د. هالة حماد
نجاح السلطي
ديمتري خضر
سيرين حليلة
أنس العيلة
منير فاشه
 

ديمتري خضر

كيف نقدم إعلاما يحفظ الكرامة الإنسانية؟


ديمتري خضر


نعيش في زمن تعتبر فيه وسائل الاتصال والمعلومات صناعة تهدف الى الكسب المادي اكثر مما هي مصدر لتبادل المعلومات بين البشر.

ان سيل الملعومات المتدفق علينا بشكل اخبار او ترفيه مرتبط بصفقات مالية تقدر احجامها بمليارات الدولارات. مثلا منذ سنوات الدمج بين شركة ديزني وشبكة ABC ثم بصفقة مالية قدرت بـ 19 مليار دولار اميركي. وسرعان ما الحقت هذه الصفقة باخرى بين CNN و Time Warner بـ 25 مليار دولار اميركي.

ان العولمة بوجهها الاقتصادي تزيد من وحشية هذه التحالفات وتضع مصادر المعلومات بيد قلة من الناس تختار توزيع ما تشاء منها علينا.

في هذه الاجواء نأتي لنتحدث عن الكرامة البشرية مما يفتح ابوابا كثيرة للتأمل.

نتأمل مثلا بالمفارقة الناشئة من العلاقة بين ما يمكن ان تقدمه ادوات العصر من دعم للانسان وواقع الحياة الإنسانية.

كلنا على علم ببعض الاحصاءات المخيفة نعرف مثلا ان 14 مليون طفل دون الخامسة يموتون سنويا بسبب الجوع وامراض يمكن القضاء عليها.

هذه الارقام تضعنا امام تحد واضح يقضي بتسليط الضوء على نوعية اتصال تسعى لتخفيف العمل على إزالة هذا الاجحاف.

لكن قبل ذلك علينا ان نبحث بالمعنى الواسع للاتصال ووسائله وتطبيقاته.

للوهلة الاولى يتراءى لنا الاتصال كوسيلة تضمن تبادل المعلومات. لكن الامر يأخذ ابعادا اخرى في زمن تحول فيه العالم الى قرية صغيرة.

في الغالب تحوي الرسائل الإعلامية معاني كثيرة مرتبطة بنوايا المرسل والواقع الاجتماعي والثقافي للمتلقي.

في لبنان نتعرض منذ عقدين تقريبا على شاشات التلفزيونات الى سيل من الانتاجات الغريبة عن مجتمعنا مما قلص انتاجنا المحلي.

اعتقد انه بفعل الحاجة وجد الناس طريقة لتطويع المعاني في هذه الانتاجات لتنسجم مع بيئتنا. اكثر من ذلك لقد طبعت هذه المعاني انتاجاتنا المحلية. فبعد موجة الافلام المكسيكية مثلا بدأ انتاج مسلسلات محلية تشبهها كثيرا.

لكن أي تحليل مجدي وعصري لوسائل الاتصال لا يمكن ان يتوقف عند المضمون فقط.

منذ ثلاثة عقود تحدثLulen Marshal Mc عن الموضوع قائلا " وسيلة الاتصال اهم من الرسالة" “ There is more to media than the message" .

ان ادوات وتكنولوجيا وسائل الاعلام المستوردة لزيادة فعالية الوسائل يمكن ان تؤثر في مجتمعنا اكثر من الرسائل المرسلة عبرها. من المنظار النقدي نفسه يقول محلل آخر هو Neil Postman ان المجتمع البشري تحول من استخدام التكنولوجيا للانتاج الى مجتمع محدد ومسيطر عليه من التكنولوجيا.

سواء تشارك الباحثين في هذه النظرة المتشائمة ام لا . من الواضح انه علنيا ان نأخذ جديا في الاعتبار تأثير التكنولوجيا على حياتنا اليومية. وان لا نسمح بتحول هذه التكنولوجيا الى مصدر آخر لتجريدنا من انسانيتنا.

وانا اقول هذا اتذكر رواية جورج اوريل 1984 حيث هنالك في بلد ما جهاز تلفزيوني يبث على مدار الساعة اخبارا. جهاز لا يمكن اطفائه. لا اعرف ماذا تحقق من توقعات هذه الرواية لكنني ارى جهاز التلفزيون في المنازل مضاء على مدار الساعة وعمليا لا يمكن اطفاؤه.

الذي يميز الانسان عن باقي الحيوانات هو قدرته على التفكير والتعبير عن افكاره. هذا التعبير يأخذ اشكالا متعددة من الكلام الى الكتابة الى التعبير الفني(رقص، غناء، رسم… الخ) ان حرمان الانسان امكانية التعبير عن نفسه هو تجريد لإنسانيته اذ ذاك لا شيء يميزه عن الحيوان.

هذا يقودنا الى ان تطوير الانسانية مرتبط بحقها بالتعبير عن نفسها. فحيث نكون في العالم وبغض النظر عن معتقدنا وثقافتنا مطلوب تامين المعلومات والاجواء الفكرية الثقافية التي تساعدنا على التفكير واتخاذ القرارات. نحن بحاجة الى التعبير عن افكارنا والى اسماعها (أي افكارنا) في بيئتنا المحلية والعالم.

مما يعني المحافظة على حقوقنا المدنية والسياسية. هذا الموضوع على اهميته لا يكفي لتحقيق الكرامة الانسانية. من الواضح ان الكرامة والعدالة والمساواة في العالم لا يمكن ان توجد من دون الانعتاق من الحاجة والجوع. أي بتأمين الحقوق الاقتصادية. الحق بالطعام واللباس والمأوى.

والسؤال هنا اين نحن من هذه الحقوق في مجتمعنا. فالمرأة محرومة من الكثير من حقوقها والشباب مهاجر ام عاطل عن العمل ، البيئة تدمر والتعبير السياسي مفقود وشاشات تلفزيوناتنا مهيمن عليها من قبل البرامج الغريبة عنا سواء مستوردة ام مصنوعة محليا بنفس غريب همومنا. فنشاهد برامج توزع الاحلام. فنرى شواطىء المحيط في اميركا نظيفة في برنامج Bay watch بينما يمنع علينا عمليا السباحة على شواطئنا بسبب مصادرة البحر وتلويثه. وتعيش الغالبية المطلقة من النساء في مجتمعنا مقموعة وتتماهى مع رلى حمادة في مسلسل "نساء في العاصفة " في اسوأ مثال لتسلط المرأة.

ان نتائج حرمان الإنسان من وسيلة التعبير تشمل فئة اكبر من الناس يقول "باولو فريدي" البرازيلي.

"تجريد الإنسانية … يؤثر ليس فقط بمن تسرق انسانيته لكن ايضا …. بالذين يسرقونها."

نقدم اعلام يحفظ الكرامة الإنسانية حين يكون اعلامنا صوت اللذين لا صوت لهم لأن بذلك حق وعدل.

أين اعلامنا من كل هذا أظن اننا بحاجة الى خطاب جديد.




 
 

من نحن | إصدارات| لقاءات و مجاورات | الرؤيا/المنطلقات | البوم الصور

 
 اتصل بنا

Copyright © 2009 Arab Education Forum , All Rights Reserved